أحياناً يصل الحال بالإنسان إلى “التعلق المرضي” حيث لا يستطيع الإنسان الفكاك من هذا التعلق إلا بصعوبة، نتيجة لحجم وعمق الارتباطات بالطرف الآخر، ومن العوامل التي تزيد من هذا التعلق: الفترة الزمنية التي نقضيها مع الطرف الآخر، والتجانس الفكري والسلوكي، والجاذبية في الروح والشكل.
للتعلق “المفرط” تفسيرات نفسية لها علاقة بفترة الطفولة التي مر بها الشخص الذي يعاني عندما يكبر من تبعات الانفصال، فعلى الأرجح أن يكون هذا الشخص قد نشأ على التعلق المبالغ فيه بالأم، من خلال حمايتها المفرطة له أثناء فترة الطفولة، وعلى أية حال، فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك في تخطي مشكلتك بمشيئة الله:
- لا تنتظر توقعات عالية الآخرين؛ لأنك سوف تعاني من ذلك، وقد حثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على الاعتدال في العلاقات فقال: (أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) رواه الترمذي.
- تذكر أن الحياة لا تقف عند شخص معين، سوف ترى أناسا كثيرين وتدخل في الكثير من العلاقات أثناء مسيرتك الدراسية والعملية، وحاول أن تكون تلك العلاقات ضمن الحدود الشرعية التي حثنا عليها ديننا الحنيف، ففي ذلك حفظ للتوازن النفسي والعاطفي.
- لا تحاول تقصي أخبار تلك الشخص في مواقع التواصل الاجتماعي، أو السؤال عنه، وعندما يبدأ يسيطر عليك التفكير بهذا الشخص قم على الفور، وغير مكانك، أو قم بأي نشاط حركي، رياضة، كتابة، مشي، أو اختر موضوعاً بديلاً يخصك شخصياً للتفكير فيه.
- اهتم بنفسك وشؤونك واجعلها هي أولوياتك.
- لا تذهب إلى الأماكن التي كنت تذهب إليها أثناء علاقتك ، ولا تستخدم نفس العطر، الذي كنت تستخدمه في الماضي، عندما كان بينكما علاقة.
- انظر للأمر من وجهة نظر أخرى، فهذا الشخص اختار حياته وانشغل بشؤونه ومستقبله، وأنت أيضاً عليك البدء من جديد بعلاقات صحية متوازنة قائمة على الارتباط الشرعي بما أحله الله.
- تحدث باستمرار مع صديق مقرب منك، فهذا سوف يخفف عليك الكثير.
- واظب على صلواتك في وقتها فهي تعمل على إحداث الاطمئنان والسكينة في قلوبنا. وسبح واذكر الله كثيرا
. { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }.