فرصة أب …بقلم د/ وسام فاروق – استشارى نفسى واسرى وعلاقات زوجية..

من أسمى الادوار التى يمنحها الله لرجل هى ان يكون أب
حينما ينعم عليه بالانجاب ، فهو ليس بدورِِ هين ، لكنه دور فى الحياة مميز جدا ، دور تتخلله الفطرة وغريزة تملأها الحنان والحب لاطفال دون انتظار المقابل..
ولكن بعض الآباء يغلبهم احساس المسئولية اكثر من الحب فيثقل نفسه بمهامهم ومتطلباتهم الكثيرة الطبيعية فينسى ان يحبهم جيدا او ينعم بوجودهم حوله
ويظن ان واجبه انحصر فى المسئولية سواء المادية او الجسدية وينسى دوره الحقيقى فى تقديم الدعم والمساندة لهم طيلة حياته..
فدور الاب الاساسى ليس ان يصرف عليهم فهذا فرض واجب عليه وتلبية متطلباتهم أمر لابد منه ليس فضلا، فهم ليس لهم سبيل فى الدنيا غيره
وطالما قررت كرجل ان تكون أب وانعم عليك الله بهذه النعمة فما عليك سوى ان تؤدى اولا هذا الواجب الحتمى تجاههم
ولكن لاتنسى ان دورك الحقيقى ان تشاركهم احداثهم واوقاتهم بل وان يكون دائما لهم الاولوية فى حياتك حتى قبل نفسك…
أولوية فى وقتك ومجهودك وتفكيرك وحتى مشاركتهم لاحداثك
فلا تحرم نفسك من هذه النعمة ان تقضى اوقاتا جميلة مع من يحبوك بصدق
والا تنتظر يوما مهما كبر سنهم ان تأخذ منهم المقابل سواء بالتصرف او بالمال او بالحب
فحبك وعطاؤك لهم لابد ان يكون بلا حدود وبلا مقابل
لا يكون حب مشروط
فلا تنتظر منهم ان يعاملوك بالمثل ابدا ، لان غريزة الابوة اقوى بكثير من حب الابناء
ولكن ثِق انك حينما تعطيهم الحب الكافى والسند وقت اللزوم وتشاركهم طفولتهم جيدا ستجد حتما منهم كل الحب والامتنان
بل انت ايضا بحاجة ان تكون قدوة لهم فى حياتهم
يروك تتعامل مع الآخرين بكل اخلاق ومبادئ، يجدوك مهما تعرضت لمشاكل او ضغوط تتحكم فى انفعالاتك جيدا حتى لو امامهم فقط
نصيحة اخيرة لكل أب…
كن لهم القدوة ستجد ابناء صالحين
كن لهم السند والظهر دائما وابدا ستجدهم بجانبك طوال الوقت ولن يتخلوا عنك ابدا
كن لهم الحبيب الاول الصادق ستجد ابناء متزنين نفسيا ولن تعانى ابدا معهم طوال فترات حياتهم
استفيد بمنحة الله لك واسعد بوجودهم جنبك ولا تنشغل عنهم ابدا مهما كان … فقد يمر العمر ولا تجدهم حولك
فلا تسأل يوما عن جحود ابناء لانهم حصاد ثمرتك التى زرعتها