العلاج الذاتي – بقلم مروه حمدى – باحثه دكتوراه جامعة عين شمس

العلاج الذاتي هو عملية يقوم فيها الفرد بمساعدة نفسه على التغيير والنمو النفسي، دون الاعتماد الكامل على معالج نفسي. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعزيز الوعي بالذات، وتنمية القدرة على التعامل مع المشاعر والأفكار والسلوكيات بشكل صحي، مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة النفسية.
العلاج الذاتي لا يعني أن الشخص يعالج نفسه تمامًا بمعزل عن الآخرين، بل هو استخدام استراتيجيات وأساليب علاجية قائمة على العلم النفسي لمواجهة المشكلات الشخصية، مثل القلق، الحزن، ضعف الثقة، أو العلاقات المؤذية.
يرتكز على مبدأ أن الإنسان يمتلك في داخله القدرة على الشفاء والنمو، متى أُتيح له الفهم والدعم الداخلي الكافي.
خطوات التعلم الذاتى
١- زيادة الوعي الذاتي التعرف على المشاعر والأفكار العميقة وفهم أسبابها.
٢-تعديل أنماط التفكير السلبية تحويل الأفكار المحبطة إلى أفكار أكثر واقعية وتفاؤلًا.
٣- تحسين إدارة الانفعالات: تعلم تهدئة الذات وقت الغضب أو القلق.
٤- تعزيز احترام الذات: بناء علاقة صحية وإيجابية مع النفس.
٥- تحسين العلاقات مع الآخرين: من خلال فهم الذات أولًا، ثم التواصل بوعي واتزان.
أساليب العلاج الذاتي
١- الكتابة العلاجية
تدوين المشاعر والأفكار يساعد على التنفيس والتفريغ الانفعالي، ويقلل من التوتر.
٢-التأمل واليقظة الذهنية
تدريب العقل على الحضور في اللحظة دون أحكام، مما يقلل القلق ويزيد الهدوء.
٣- الحوار الداخلي الإيجابي
استبدال النقد الذاتي القاسي بكلمات دعم ورحمة.
٤-تمارين التنفس والاسترخاء
تُستخدم لخفض التوتر وتنظيم الإيقاع الداخلي للجسم والعقل.
- العلاج الذاتي بالقراءة
قراءة الكتب أو القصص التي تتناول مشكلات مشابهة تعزز الإلهام والفهم. - العلاج الذاتي بالمرآة
التحدث مع الذات أمام المرآة بطريقة محبة وصادقة يعزز تقبّل النفس.
فوائد العلاج الذاتي
١- يمنح الشخص إحساسًا بالسيطرة على حياته النفسية.
٢- يعزز الاستقلالية العاطفية.
٣- يقلل من أعراض القلق والاكتئاب.
٤-يساعد في بناء عادات صحية وطاقة نفسية إيجابية.
العلاج الذاتي رحلة نحو التوازن الداخلي، يبدأها الإنسان حين يقرر أن يكون حليفًا لنفسه لا عدوًا لها.
إنه ليس هروبًا من المعالج، بل خطوة ناضجة نحو فهم الذات والاهتمام بها برفق ووعي.
دمتم سالمين