🟢 البقاء من أجل الأبناء… بطولة أم استسلام؟✍️ بقلم: د. نرمين فوزي – استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك

البقاء من أجل الأولاد ليس دائمًا بطولة… وليس دائمًا خيانة.
فالأمر أعمق بكثير من مجرد قرار “الاستمرار” أو “الانفصال”.
هناك من يختار أن يبقى في علاقة مكسورة، ظنًّا منه أنه يحمي أبناءه من التشتت، وأن شكل البيت أهم من روحه.
لكن الحقيقة أن الأبناء لا يحتاجون جدرانًا تجمعهم، بل قلوبًا تحتويهم.
البيت لا يُقاس بعدد من يعيشون فيه، بل بقدر السلام الذي يسكنه.
حين يعيش الطفل في بيئة يغمرها الصمت البارد، أو القسوة، أو الإهانة المتبادلة…
يتعلّم أن “الطبيعي” هو الألم.
وحين يرى أحد والديه يذوب من الداخل كل يوم من أجل البقاء، يتشرّب أن الحب يعني التضحية بالنفس.
وفي المقابل، حين ينسحب أحد الطرفين دون وعي أو مواجهة، قد يتعلّم أن الهروب هو الحلّ لكل مأزق.
إذن… البطولة ليست في البقاء ولا في الرحيل.
البطولة الحقيقية في الشجاعة:
شجاعة المواجهة والإصلاح إذا كان هناك أمل.
وشجاعة الانسحاب بكرامة إذا انتهى الطريق.
الأبناء يحتاجون إلى قدوة ناضجة…
أب وأم يعرفان معنى الحب الحقيقي، ويملكان من الوعي ما يكفي لحماية أرواحهم قبل أن يحموا الشكل الخارجي للعلاقة.
السؤال الأهم ليس:
“هل أستمر من أجل الأولاد أم أرحل؟”
بل:
“هل وجودي بهذا الشكل يعلّم أولادي معنى الحب… أم يورّثهم الألم؟”
القرار صعب، نعم… لكنه ليس قرار لحظة.
إنه قرار يحدد شكل جيل كامل، ونوع المشاعر التي سيحملها أبناؤنا في علاقاتهم المستقبلية.
🩵 وقبل أي قرار، استشير مختص يساعدك تشوف الصورة كاملة بعين محايدة وواعية.