رعاية الذات طريقك إلى التوازن النفسي والجسدي- بقلم مروه حمدى باحثه دكتوراه جامعة عين شمس

في خضم ضغوط الحياة اليومية وتحدياتها المتزايدة، يغفل الكثيرون عن أمرٍ بسيط لكنه بالغ الأهمية: رعاية الذات. فالعطاء المستمر دون التوقف للعناية بالنفس يؤدي إلى إنهاك داخلي يفقد الإنسان طاقته وسعادته. إن رعاية الذات ليست أنانية، بل هي ضرورة للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية والعاطفية.
رعاية الذات تعني مجموعة من السلوكيات والاختيارات الواعية التي يقوم بها الفرد للحفاظ على توازنه الصحي والعاطفي والاجتماعي. وتشمل العناية بالجسم، وإدارة المشاعر، وتنمية العلاقات، وتغذية العقل والروح ببساطة أنك تقول لنفسك أنا أستحق الراحة، أنا أستحق الحب، وأنا أستحق أن أكون بخير.
مجالات رعاية الذات
١- الرعاية الجسدية
تناول طعام صحي ومتوازن.
النوم الكافي (من 7–8 ساعات يوميًا).
ممارسة النشاط البدني المنتظم.
أخذ فترات راحة عند التعب.
٢- الرعاية النفسية والعاطفية
التعبير عن المشاعر بدل كبتها.
التحدث مع شخص داعم أو مختص نفسي عند الحاجة.
تدوين اليوميات والمشاعر لتفريغ التوتر.
ممارسة الامتنان والتفكير الإيجابي.
٣- الرعاية الاجتماعية
إحاطة النفس بعلاقات صحية ومتوازنة.
وضع حدود واضحة مع الآخرين.
مشاركة الآخرين في أنشطة مبهجة.
٤-الرعاية الروحية
الصلاة أو التأمل أو أي نشاط يمنحك سلامًا داخليًا.
التأمل في الطبيعة والشعور بالامتنان للحياة.
٥- الرعاية العقلية
تعلم مهارات جديدة.
قراءة الكتب أو الاستماع إلى بودكاست مفيد.
الابتعاد عن المشتتات الرقمية من حين لآخر.
أهمية رعاية الذات
١- تعزز الصحة النفسية وتقلل من القلق والاكتئاب.
٢-تزيد الرضا عن الذات والثقة بالنفس.
٣-تساعد على تحسين العلاقات الاجتماعية لأن الشخص المتوازن يستطيع العطاء دون أن يفقد نفسه.
٤-ترفع من كفاءة الأداء في العمل والدراسة والحياة اليومية.
خطوات بسيطة لبدء رعاية الذات
١- خصص وقتًا يوميًا لنفسك ولو 15 دقيقة.
٢- راقب احتياجاتك الجسدية والعاطفية بوعي.
٣-قل “لا” عندما تشعر بالإرهاق أو الاستغلال.
٤- احتفل بإنجازاتك الصغيرة.
٥-عامِل نفسك بلطف كما تعامل من تحب.
رعاية الذات ليست رفاهية، بل حق من حقوقك الإنسانية. عندما تعتني بنفسك، فأنت تمنح من حولك نسخة أكثر توازنًا وسعادة منك. فابدأ اليوم بخطوة صغيرة نحو نفسك… اشرب كوب ماء بسلام، تنفس بعمق، وقل في سرك: أنا أستحق أن أكون بخير.
دمتم سالمين



