⭕ هل الحب يصلح ما أفسدته النفوس؟🌟 بين الوهم والحقيقة✍️ بقلم دكتورة نرمين فوزي – إستشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك

يظن كثيرون أن الحب قادر على “إصلاح” البشر، وأنه بمجرد أن نحب شخصًا سيتغيّر: العنيف سيصبح هادئًا، المكتئب سينقلب منشرحًا، الكاذب سيتحوّل صادقًا، وتعدد العلاقات سيتبخر في التزام واحد.
لكن الحقيقة أبسط وأوضح: الحب وحده لا يغيّر أحدًا.
قد يتحسن بعض الناس لأنهم قرروا مواجهة أنفسهم، وهؤلاء يستحقون التقدير. لكن أن نعلّق سعادتنا على احتمالات نادرة، فهذا أقرب للمقامرة بمشاعرنا.
قبول الأذى أو تبريره تحت مسمى “الحب” ليس صبرًا ولا تضحية، بل هو سماح باستمراره وزيادته. فلا مبرر للإهمال أو الإهانة أو انعدام الاحترام. ومن يربط كل ذلك بالحب، فهو بحاجة لإعادة النظر في مفاهيمه، وربما لطلب مساعدة متخصصة تعيد ترتيب داخله.
التغيير قرار داخلي فردي، ينبع من رغبة صادقة لدى الشخص نفسه، وليس هدية يقدمها لشريك بدافع الحب. وحتى إن حدث تغيير بسبب علاقة عاطفية، فغالبًا ما يكون مؤقتًا.
فإن كنت ما زلت تتمسك بمقولة: “أنا أستطيع إصلاحه/إصلاحها”… فانتبه. ربما حان الوقت لاستشارة متخصص قبل أن يتحول حبك إلى معركة خاسرة.
🔹 الحب طاقة بناء عظيمة، لكنه لا يعفي أحدًا من مسؤولية إصلاح ذاته. لذلك، أحب نفسك أولًا… قبل أن تراهن على تغيير الآخرين.✨