يعتقد الكثيرون أن الركود العاطفي من السمات التي تصف الأشخاص التوحديين إلا أن الأبحاث الحديثة أشارت مرة بعد أخري إلي أن الأشخاص التوحديين ليسوا أشخاصا دون عواطف و لكن طريقة و مدي فهمهم للعواطف و تعبيرهم عنها تختلف عنها لدي الأشخاص الطبيعين و من ا÷م الاختلافات في تعبير الأشخاص التوحديين عن عواطفهم و تفسير العواطف الصادرة عن الغير هي
1-التعلق
علي الرغم من أمهات كثيرات يذكرن أن أطفالهن التوحدييين غير متعلقين بهن إلا أن الدراسات أشارت إلي عكس ذلك
فنتائج الأبحاث تبين أن الأطفال التوحديين يتعلقون بأمهاتهم في الاختبارات الاكلينكية التي تفحص مدي التعلق فأظهر الأطفال التوحديين استجابات إيجابية عندما يتم إعادة دمجهم بأمهاتهم كتحريك أجسامهم للاقتراب منهم و ينزعجون عندما تغادر أمهاتهم الغرفة التي هم فيها و يكونون أكثر اطمئنانا بوجود أمهاتهم في الغرفة في حالة تركهم مع شخص غريب و ايضا تختلف استجاباتهم مع الشخص الغريب فهم أكثر تفاعلا اجتماعيا مع أمهاتهم
و أيضا يتعلق الأطفال التوحديين بالأشياء غير العادية و الغريبة للبعض كالسلاسل / السيارات / علب معدنية / اقلام / علب شامبو ويدوم تعلقهم بالأشياء لفترة أطول منها في حالة الأطفال الطبيعين
2/ السعادة و الحزن و الغضب
في بعض الأحيان يظهر الأطفال التوحديون مشاعر عاطفية لا تتناسب مع الموقف كالضحك عندما يشعرون بالقلق و التوتر أو عندما يتسبب أحدهم بأذي أو البكاء أو البكاء دون سبب واضح و مثال علي ذلك أن ” محمد ” طفل توحدي عنده عشر سنوات قضي أول شهرين في مدرسته الجديدة يضحك باستمرار كلما طلب منه أن ينفذ مهمة لا يعرف كيف يؤديها أو كلما دخل شخص غير معلميه في الفصل بتاعه و قد انخفض ضحكه خلال ثلاثة أشهر عندما أصبح أكثر معرفة ببيئة مدرسته
ايضا الأطفال التوحديين يناوبون بين الغضب و الهدوء بسرعة كبيرة و بصورة مفاجئة و من دون أسباب واضحة أو علامات إنذارية
و مثال ذلك : إياد طفل في السنة الخامسة من عمره لديه توحد و تأخر ذهني شديد و كان يعمل مع مدرسته كان إياد يلعب بمكعبين و يبددو سعيدا بذلك و في خلال ثواني معدودة بدأ أن يبكي دون أن يعطي أي إنذار , في لحظات قيام الميس من التخلص من صدمتها لبكاء سامي و محاولة اكتشاف الخطأ الاذي حصل عاد إياد إلي الهدوء من جديد
أيضا لوحظ أن صغار أطفال التوحديين لا يردون علي ابتسامات الاخرين بمثلها إلا أنهم يمكنهم أن يتعلموا الابتسام و هم علي الأرجح يفعلون ذلك عندما يكبرون
3- التعبير عن العواطف من خلال لغة الجسد
يفتقد أطفال التوحديين الي استخدام تنغيمات الصوت و تعبيرات الوجه الملائمة للموقف
فنظرا للصعوبات التي يواجهها الأشخاص التوحدييون في تنظيم و جمح من مبير من المعلومات فهم عوضا عن تنسيق مشاعرهم العاطفية مع لغة الجسد و نبرات الصوت و ملامح وجوههم للتعبير عن عواطفهم ينزعون الي الاعتماد علي تعبيرات وجوههم
4- فهم المشاعر العاطفية لدي الغير
يظهر الأشخاص التوحديون صعوبة في تمييز مشاعر غيرهم إلا أنه لا يمكن القول أن الأشخاص التوحديين لا يستطيعون تمييز مشاعر الغير علي الإطلاق و لكن في نفس الوقت لا يكون سهلا بالنسبة لهم كما هو بالنسبة للأشخاص العاديين و بالإضافة إلي ذلك يمكن القول بأن هناك انفعالات كالسعادة و الغضب يمكن تمييزها أسهل من تمييز انفعالات الدهشة و القلق و الخجل
لا يدرك الأشخاص التوحديون أن الايماءات الجسدية و التنغيمات الصوتية تعبر عن انفعالات عاطفية