أخبار عاجلة

ظل الشيطان – قصة جديدة للكاتبة دعاء زيان

الأن انا علي متن الطائرة المتجهة إلي النمسا ،حيث قررت الهجرة والبدء من جديد ،تركت خلفي كل ما حدث وذهبت إلي بلاد لا أعرف حتي لغتها ، في اول يوم لي بالعمل تعرفت على شاب من أصول عربية يدعي شهاب، ذكي وفطن،كان هو مصباحي الوحيد في هذا الظلام،فأنا لا أجيد اللغة ومفلس ووحيد ، اخذ بيدي وعلمني كل شيء وساعدني علي تكوين صداقات و بدأنا نعمل سويا في عمل اخر فترة مسائية، كان يساعدني علي التأقلم في ذلك الجو الغريب ونسيان الماضي فقد صممت علي الهجرة بعد وفاة والدي رحمة الله بالسرطان بعد أن تخلي عني الجميع بعد رحيله، أبي كان رجلا متدين إلي أقصي الحدود ،لم أعرف شخصا يعرف الله مثله ،كان دائما يحذرني من خطوات الشيطان ومن الاعيبه وقدرته علي تدمير الإنسان بالاستدراج للفتن وكفران النعمة،سمعت وحفظت ما ردده علي مسامعي ولكن ذهب كل ذلك هباء،فشهاب بالرغم من أنه ساعدني علي بناء مستقبلي ،إلا أنه أيضا اوصلني لترك الصلاة شيئا فشيئا الأول بالتأخير ثم بالترك المتعمد ثم بالتشكيك بأهميتها وبالرغم من نشأتي الدينية إلا أنني اتبعت خطوات الشيطان وبدأت في شرب الخمر بل وعلاقات محرمة مع النساء ،مرت عشرة أعوام وأنا كظل شهاب ،لا افارقه وهو ياخذني إلي القاع وكل يوم احلم بوالدي رحمة الله يبكي في المنام ويقول شهاب واستيقظ فزعا، حتي جاء يوم تغير كل شيء ،رأيت اعلان عن موسم الحج وكان به صوت التكبيرات وعند سماعها ايقظت قلبي أحسست اني في مستنقع من الرذيلة،تكبلت يداي بشهواتي وملذاتي فقررت الحج وعندما علم شهاب ،ظل يصرخ
لمن تحج،هنا نظرت له لأول مرة بعيني يقظة،وقلت الا تعلم لمن لله الواحد الاحد،فصرخ صرخة مدوية مرعبة وغادر المكان،في تلك اللحظة أحسست بأني في قاع الحجيم من ذلك الفتي ولماذا صرخ تلك الصرخة عند ذكر الله ،ذهبت وتوضأت وصليت وامسكت بالمصحف خلف ظهري وانتظرت عودته وعندما دخل ،ابتسمت في وجهه وقلت له جئت لك بهدية ،فتهللت أسراريره فقلت اغمض عيناك فقال هل نحن أطفال؟ قلت له
لأجلي انا أغلق عيناك
ووضعته بين يديه فتحسسه وقال كتاب
قلت افتح عينيك
وعندما فتحها قذفه بعيدا وهو يصرخ لالالا واحمر وجهه كجمرة من اللهب
وهنا قلت انك انت يا رجيم
ضحك ضحكة مرعبة جمدت الدم في شراييني وقال انا صديقك شهاب إلا تعرفني
قلت له الآن فقط انا اعرفك،اخرج وبدأت في قراءة آيات من سورة البقرة ،خرج مهرولا وهو يصدر صوت خوار ويقول ستراني دائما في كل من حولك ،فجميع من حولك هنا شهاب

عن admin

شاهد أيضاً

جزيفازا- الحلقة الثالثة- بقلم دعاء زيان – جريدة الماس الشرق

ظلت نيرة تتملقني بنظرات حائرة، ثم ربتت علي كتفي في هدوء وقالت_ بابا إيه رأيك …

تعليق واحد

  1. قصه رائعه بالتوفيق ان شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page