ابتسمت سميرة وانحنت في إجلال للرجل المُسن ثم نظرت الي اختها في زهو كبير وتحركا صوب الباب ثم اختفوا عن ناظري ،جلست بضعة دقائق انتظر ماذا سيحدث ولكن لم يظهر بالكتاب اي شيء آخر فأغلقته واتجهت لغرفتي لأستريح من هذه الاحداث العجيبة ولكن استوقفني ما رأيته حولي، كل شيء في طرازه القديم ،منزلي عاد ثلاثون عاما للوراء، تغير الأثاث، لون الجدران ،الأرضية ، والسقف وما هي إلا لحظة حتي وجدت أمي رحمها الله امامي وهي تقول:
ادهم يلا بقي يا حبيبي انهاردة بقي هنروح نشوف سميرة بنت أيه في الجمال والأدب وسبحان الله دخلت قلبي من اول ما شفتها
كدت ان افقد صوابي ما الذي يحدث ؟ هرولت فزعا من أمامها وانا اردد
ماما ماما
انتي هنا ازاي؟
حتي وجدت نفسي أمام المرآة فأصابني الهلع من هول ما رأيت
انا شابا في العشرينات من عمره فصرخت
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
سلاما قولا من رب رحيم
ربتت امي علي كتفي وقالت
ايه يا أدهم مالك يا أبني
أمسكت زراعها بعنف
انتي مين؟ أعوذ بالله ايه بيحصل ؟
صرخت في وجهي
انت اتجننت يا ولد انا مامتك ،بس لما ابوك يجي هخليه يربيك من اول وجديد
وهنا نظرت اليهاواتسعت مقلتاي
ابويا؟؟؟
نظرت لي وقالت ساخرة
ايه مستغرب كمان إن ليك اب ،انت باين عليك اتجننت رسمي ولازم تروح الخانكة
تركتني وانصرفت ،فذهبت مسرعا الي حوض المياه ووضعت وجهي تحت الصنبور ثم صفعته بقوة وخاطبت نفسي قائلا
فوووق بقي ايه الهبل ده
حتة كتاب هيخليك تهلوس
ولكن قاطعني صوت ابي وهو يقول
العريس هنا يا الف مبروك اسمع بقي البنت سميرة دي حكاية ،أنا سألت عنهم كويس ،تصور انها طالعة لجدتها،مكشوف عنها الحجاب نظرت له وانا متعجب = بابا ايوا بابا مالك يا ابني؟
= بابا اااانا
اسمع بس بلا بابا بلا بتاع انا عارف انك قلقان لما تشوفها هتعجبك قوي ،بقلك مكشوف عنها الحجاب =يعني ايه؟ يعني من الناس الي عندهم حاسة سادسة ،تقول علي الحاجة تحصل علي طول زي ما تكون مخاوية جن
= مخاوية جن؟
_ اه عندها خادم يعني
= خادم ايه يا بابا ،أنا مش فاهم حاجة
_ يا ولا مالك
بقلك زي ستك رحمة الله عليها ،كنا دايما بنسمعها بتكلم نفسها ولما اقول لها ايه ده يا ماما تقولي الخادم كان هنا ،الأول كنت مفكرها بتهزر، بس لما كبرت لقتها بتتكلم جد ،سبحان الله كانت زي ما تكون مكشوف عنها الحجاب
_ انا مش فاهم حاجة
= بقلك ايه متتعبناش،سميرة دي جدتها زي جدتك والبنت طالعة لها وانا لما عرفت فرحت قوي وقلت هي دي الي زينا،يلا اجهز بقي عشان هنروح بعد صلاة العشاء
عند المساء ذهبنا الي منزل سميرة ،منزل ضخم ،به عائلتها لأبيهاوكان هناك العديد من الفتيات في الغرفة ولكني عرفتها منذ الوهلة الأولي كانت جميلة كحورية من الجنة وعندنا رأتني اقتربت مني و قالت وهي مبتسمة اهلا ادهم
كنت متأكدة انك هتعرفني
هنا نظرت لها وانا كالمسحور وقلت:
متأكدة ليه؟
=لأنك لسه شايفني من شوية صغيرين.