قصص

جزيفازا- الحلقة الثالثة- بقلم دعاء زيان – جريدة الماس الشرق


ظلت نيرة تتملقني بنظرات حائرة، ثم ربتت علي كتفي في هدوء وقالت
_ بابا إيه رأيك تيجي تقعد عندي كام يوم ممدوح والعيال هيفرحوا بيك قوي
= حبيبتي انتي عارفة ابوكي ميرتحش غير في بيته وكمان انتي ناسية ان عندي شغل
_ بس يا بابا انت محتاج تبعد عن البيت شوية
=نيرة انا بتكلم جد بخصوص الكتاب ،ابوكي مخه سليم ،أنا بس محتاج اروح لجدتك اعتماد
تيتة اعتماد؟ = ايوا جدتك ،احتمال تكون عارفة حاجة عن الكتاب أو خالتك هدي طيب يا بابا تحب اطلبهالك في التليفون تكلمها
= لا انا هاخد الكتاب واروح لها احسن ،انتي عارفة انها كبرت وفي التليفون مش هتسمعني كويس
_ خلاص يا بابا اللي
حضرتك شايفة ،أنا هرجع بقي البيت ،العيال وجوزي اتخضوا وانا جيالك جري
= ماشي حبيبتي في رعاية الله

جهزت ملابسي في عجالة واحضرت حقيبتي ووضعت بها الكتاب وتوجهت إلي والدة زوجتي الراحلة الحجة اعتماد
_ مساء الخير يا أمي
= ياه أدهم كل دي غيبة
سنة كاملة مشفكش
_ سامحيني يا امي الشغل واخد كل وقتي
= شغل ايه انت الي مش عاوز تيجي عشان بتفتكر سميرة
_ عندك حق ،أنت عارفة اني بتعب لما بجي هنا
= أمر الله يا أبني
_ امي كنت عاوز أسألك عن حاجة
= خير يا أدهم
_ كتب سميرة
= مالها ؟
تعرفي عنهم حاجة،قصدي يعني تعرفي هي كانت بتقرأ عن ايه؟ = بتقرأ عن ايه؟يعني ايه الكلام الغريب ده،وانت مكنتش تعرف بتقرأ عن ايه وانت متجوزتها ٢٥ سنة الحقيقة سألتها كذا مرة وكانت دايما اجابتها واحدة أهو كتب وخلاص حاجة بتونسني وانت برة

اتسعت مقلتاها ثم صمتت لدقائق يبدو أنها تفكر في شيء ما ثم قالت
سميرة كانت بتقلي نفس الجملة لما اسألها بتقري ايه
= يعني ايه؟ متعرفيش؟
_لا معرفش ،حاولت كتير اعرف بس عمري ما وصلت لشيء كأنه سر حربي بس ممكن تكون هدي تعرف
= أنا قلت كدا برده ،اكيد هدي عارفة

واتجهت إلي زوج هدي في عمله وقصصت عليه كل ما حدث
_ ههههه مالك يا أدهم، ايه يا أبني القعدة لوحدك أثرت عليك كدا
= أنا مبهزرش يا عادل ،أنا عاوز اقابل هدي
_ ان كان علي هدي ،حاضر يا سيدي،بس الكلام ده ميتسكتش عليه ابدا
= بطل تهريج بقي يا اخي وخليني اقابلها
_ طيب يا سيدي قوم عشان تروح البيت أما نشوف اخرتها معاك

وبالفعل ذهبت مع عادل في سيارته ،لم نتبادل أطراف الحديث كان صامت يرمقني بنظرات خوف وقلق كأنه يصطحب مختل عقلي لابد من زجه في مستشفي للأمراض العقلية،وصلنا للمنزل وذهب إلي زوجته ليخبرها بما حدث فخرجت وهي غاضبة
_ أدهم انت معاك جزيفازا ازاي؟
=الله انتِ عارفة الكتاب ؟
_ بقلك انت معاك جزيفازا ازاي؟
=اه والله معايا استني هطلعه لك من الشنطة

ودسست يدي بداخل الحقيبة فلم أجده،افرغت محتويات الحقيبة علي الارض وانا في قمة الانفعال

ايه ده الكتاب فين أنا حاطة بأيدي،اختفي يعني ،ايه بيحصل؟

هنا جلست هدي علي الاريكة بإرتطام عنيف وقالت
الحمد لله جزيفازا في مكانه،جزيفازا في أمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى