هنا نظر لها عادل زوجها بإندهاش شديد وقال:
_ هدي انتي عارفة أدهم بيتكلم عن ايه؟
= ايوا انا عارفة جزيفازا واستحالة يكون معاه
ادهم: يعني ايه استحالة يكون معايا ،هو في ايه؟ أنا جايلك عشان تحلي لغز الكتاب ده مش تزودي الغاز
هدي: بص بقي يا أدهم الكتاب ده مش من حقك ،دا دوري أناوانا دورت عليه وملقتوش بعد موت سميرة فلو سمحت انا عاوزاه
ادهم: يا هدي الله يرضي عنك بالراحة شوية وفهميني من الاول
هدي: مقدرش اقلك أي تفاصيل ،مش مسموح ليا بده
عادل: هو في ايه؟ أنا مش فاهم حاجة ،هو ايه ده الي مش مسمحولك ؟
هدي: عادل لو سمحت دي اسرار سميرة الله يرحمها ومش من حق اي حد يعرف عنها شيء ولا حتي جوزها
ادهم: أسرار بيني وبين مراتي؟
هدي: كانت مراتك وماتت الله يرحمها ومعرفش ازاي الكتاب عرفك انت وكلمك ،أنا مش مصدقة ان سميرة تختارك انت
ادهم: تختارني أنا لأيه؟
ما تفهميني بقي اللي بيحصل ؟
هدي: مقدرش اقلك شيء لو كانت سميرة عاوزة تقلك كانت قالت
ادهم: والله ما انا عارف اقلك ايه انا ماشي
ونهض من مقعده مسرعا وتوجه صوب الباب والشرار يتطاير من عينيه
عادل: رايح فين يا أدهم استني بس
ثم نظر الي هدي وقال بغضب شديد
يا ستي انطقي ايه الكتاب ده، هتجنينا معاكي
هدي: مقدرش اتكلم صدقني كل الي أقدر اقوله قلته خلاص
ادهم: أنا غلطان اني جيت ليكي اصلا ،علي العموم انا هعرف كل حاجة ولوحدى وكتر خيرك قوي علي المساعدة
هدي: نظرت له بحزن وتمتمت بصوت خافت ربنا يعينك ويقويك بقي علي الي هتعرفه
خرج أدهم وعاد الي منزله وهو يفكر في سميرة هل أصبح الأن لا يعرف زوجته ؟ أي سر هذا الذي اخفته عنه طيلة تلك السنوات أو انها مجرد مزحة سخيفة ليس لها قيمة.
عاد الي المنزل والقي بحقيبته علي الارض فإذا بالكتاب يخرج منها ويقع علي الارض ،نظر إليه في ذهول وانحنى والتقطه وبدأ يحدثه
انت حكايتك ايه؟ انا مش فاهم حاجة، ازاي رجعت الشنطة ولا عشان رجعنا البيت
فُتِحت صفحات الكتاب بسرعة شديدة حتي استقرت في منتصفه وبدأ يُكتب بالخط الأحمر الناري كلمة العهد ثم ظهر بداخل الصفحة مشهد مهيب لمجموعة من الرجال يُشَكِّلون دائرة كبيرة واسعة ويرتدون زي موحد بني اللون وفي المنتصف تقف سميرة وهدي ورجل طاعن في السن ذو لحيه بيضاء ، وبدأ يقترب الرجل من سميرة ثم قَبَّل رأسها وأعطاها الكتاب والرجال حولهم يرددون في صوت مدوي مخيف
جزيفازا جزيفازا جزيفازا.