قصص

اليد السوداء – الحلقة السابعة – بقلم دعاء زيان


وقف الجميع أمام اللوحة مذهولين من منظر الصغار وصراخهم المرعب إلا مأمون اقترب جدا من اللوحة وبدأ يدقق في وجوه الصغار ومقلتاه متسعتان وفجأة اشتعلت النيران في اللوحة وجري الدكتور عبد الحميد لاحضار ماء وفريدة لاحضار بطانية أما مأمون فلم يتحرك و ما زال يدقق فيها وأوصاله ترتعد،
احضر الدكتور الماء وفريدة البطانية وعادوا وكانت المفاجأة ان اللوحة فارغة كورقة بيضاء ولا يوجد آثار لحريق والأطفال جميعهم حولهم في الغرفة ومعهم عتيقة واثنان من العاملات اللاتي لم تظهرن أبدا من قبل في اللوحة ،فريدة ودكتور عبد المجيد تجمدوا من الصدمة ووقفوا بلا حراك، أما مأمون بدأت عيناه تزرف الدموع وهو يتابع ما يحدث حوله ،لم يكن سمير ضمن الأطفال ،كانت الصغار تقف في طابور طويل وهي ترتجف وتبكي بصوت مكتوم ومعهم عتيقة ومساعدتيها الضخمتين وبدأوا يمسكون بتلابيب الصغار واحدا تلو الأخر ،كل طفل يتم لسع أطراف أصابع يديه وقدميه بالقداحة ،ثم يضع يديه وقدميه في مادة غريبة بيضاء، أكملت عتيقة بنفس المنوال علي كل الصغار ،ثم اختفت وتركتهم ،بدأ مأمون في الدوران حولهم ، وبدأ أكبرهم يتحدث بصوت مرتفع
_ هنفضل لحد أمتي كدا ،أنا تعبت من كتر التعذيب ،كل دا عشان الحفلة بتاعة بكرة
أجاب آخر مقارب له في العمر
_ هي كل مرة يجي للدار ضيوف بتعمل كدا قبلها عشان تمنعنا من اننا ننطق
_ طب وبعدين انا تعبت،
سمير ومحمود ماتوا ،يا تري مين فينا عليه الدور
= ما انتا عارف سمير صغير مكنش فاهم انه يداري وكان ناوي يقول للوزير في الزيارة وراح يقول لها انه هيعمل كدا ومش عارف انها هتقتله
_ طب هي فهمته ازاي اصلا، دا كان بيتكلم بصعوبة
= الدادة حميدة هي الي كانت بتفهمه عشان ابنها زيه بيتكلم بالعافية وهي الي ترجمت لها كلامه
_ طب ومحمود ؟
= ايه يا أبني انت نسيت محمود عمل ايه؟
_ دا قال قدام الضيوف انه عاوز يتكلم ضروري في موضوع مهم
= هو يعني كان حد عبره اصلا
_ ماهي طلعته رغاي وكان عاوز يعرض عليهم فكرة لمشروع
= ايوا هربت من الكلام و فضلت حبساه لوحده ٣ شهور ولما اتأكدت أن محدش سأل عليه ،قتلته المجرمة
_ طب وبعدين هنفضل كدا لحد أمتي انا خلاص تعبت وجسمي اتملى كدمات وحروق
= فكرتني بالحروق ،عمرك شفت إجرام اكتر من كدا
_ ازاي يعني
= مخدتش بالك من المادة الي بتحطنا فيها بعد الحرق
_ ايوا ايه دي صحيح،علاج؟
= علاج ايه يا ابني،دي مادة تركيب بتزود الوجع وتشيل آثار الحرق والي عملها لها صيدلي مجرم بيشتغل معاها ، وادتله مبلغ محترم ، أنا كنت واقف اتصنت عليها وشفتهم وهما بيتفقوا
= ايوا كدا وضحت الرؤية ،عشان كدا الآثار مبتبنش ،عشان نفضل قدام الكل معززيين مكرمين
_ ايوا دول شياطين منهم لله ربنا يفضحهم
= اه والله ربنا يفضحهم وينجينا
وهنا اختفوا جميعا ووقف مأمون وفريدة وعبد الحميد يتبادلون نظرات الذهول وهم صامتون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى