الحلقة السادسة -اليد السوداء – بقلم دعاء زيان

سمح لي مأمون بالجلوس وبدأت أقص عليه كل ما حدث من البداية حتي لحظة قدومي له في الجاليري وهو يجلس علي مضض وأثار الضيق تبدو علي وجهه ثم أومأ برأسه وقال
_ مدام هو حضرتك متخيلة اني هصدق الكلام ده
= استاذ مأمون انا والله بقول الي حصل بالحرف
_ حصل ايه بس ،حضرتك اكيد صحفية وجاية تاخدي مني معلومات بالطريقة المبتذلة دي
= استاذ مأمون والله العظيم انا بقول الحقيقة وعندي الدليل
_ ايه هو؟
= اللوحة موجودة عندي في البيت ودكتور عبد الحميد الي حكتلك عنه موجود وممكن يشهد باللي شافه
صمت مأمون وظهرت نظرات قلق وحيرة علي وجهه
= هه قلت ايه؟
_ طيب انا هجيلك اشوف اللوحة وكلمي الدكتور يكون موجود
= حاضر تحت امرك
وبالفعل حضر مأمون ودكتور عبد الحميد وقص عليه كل ما رأه في منزلي وبعدها قال له دكتور عبد الحميد
_ استاذ مأمون محدش بيكدب عليك، في طفل اتقتل ولازم يرتاح في قبره،أنا عارف أن الي بقوله لك غريب ،بس انا بشتغل في المجال ده من ٣٠ سنة وياما شفت من الارواح ،في منهم ممكن تنتقم من قاتلها كمان مش مجرد تظهر وتصرخ
= خلاص يا دكتور انا هريحكم الطفل دا اسمه سمير ووقت أما مات كان عنده اربع سنين
فريدة: استاذ مأمون ممكن تقول بالتفصيل تعرفة منين؟
= أنا عشت في الدار دي سنين وانا صغير،كنت تايه من اهلي وفضلت فيها لحد اما لقوني والحمد لله
فريدة: دار؟
= ايوا دي دار لرعاية الأيتام واطفال الشوارع واتسمت علي اسم صاحبتها والي بتدريها دُرية عبد الشكور اللي شهرتها عتيقة
_ وليه اتسمت عتيقة؟
= من طباعها وبيتها ،كل حاجه فيه عتيقة تحس انك داخل متحف للأثار حتي الريحة الي في المكان مرعبة ومخيفة
عبد الحميد: طيب انت اهلك لقوك وسبت الدار تعرف بقي منين عن سمير؟ هو ميت من زمان قوي من ايام ما انت كنت طفل؟
= لا ابدا سمير مات من ٣ سنين بالضبط قبل دخولي السجن
فريدة: طيب بتروح الدار ليه؟
= عتيقة طلبتني عشان أقلد لها لوح أصلية ،وخفت اقول لها لاء فبدأت اروح باستمرار هناك تاني
فريدة: تقلد لوح أصلية؟
_ ايوا هي عارفة اني برسم حلو وهي بتحب الانتيكات قوي وطبعا متقدرش تدفع تمن لوحة بمليون ولا اكتر فطلبت مني أعمل لها نسخة طبق الأصل من لوح عالمية
عبد الحميد: اه كدا فهمنا طيب بتروح ليه هناك بقي
_ ماهي صممت اني ارسمهم عندها في الدار، وقالت اعتبر نفسك اتوظفت عندي لحد ما تسلمني كل الشغل المطلوب منك ولك مرتبك كل شهر
فريدة: اه يعني انت كنت في الفترة دي بتروح يوميا
_ بالضبط كدا قعدت ست شهور ارسم واسلمها وكانت مفضية ليا أوضة ارسم فيها وكان المفروض اني مخرجش براها ،لكن انا كنت مغفل
=مغفل ليه؟
خرجت للاسف وشوفت كل حاجة ويارتني ما شفت = شفت ايه بالضبط كل حاجة بتحصل هناك ،كل حاجة عتيقة بتعملها
_ بتعمل ايه،ممكن تقول
= أنا لو قلت هدخل السجن تاني
وقبل أن ينهي جملته فزع الجميع علي صوت صراخ جماعي يهز ارجاء المكان و يأتي من الداخل فدخل الجميع فزعيين الي اللوحة التي وجدوا بها ما يقرب من مائة طفل غارقين في دمائهم ويصرخون في آن واحد.