أخبار عاجلة

أُمِّي لَا تَمُوتُ – بقلم: “هّدنا ميعاري”


…………………

وَحِين تَأْتِيَنِي اللَّيَالِي الْبَارِدَة
تَنْسَاب حُمَّى الْفَقْدِ فِي أرَقي
فأعود كَالْمَجْنُون أهذي
أنَّى تذود قَمِيصَ أُمِّي
عَن دَمِي قلقي
مِثْلِي لَهُ ألَّا يُقَاوِم
مَا تَخَثَّر من حَنِيْن
مِثْلِي إذَا يَبْكِي
يَكُون الشَّوْقُ منطلقي
أُمَّاه مَاذَا إذَا
رَثَّت الْأَصَابِع لَمْسةً
وتسللت مِنْ بَيْنِ أَكْمَامِ ارتجافي
وارتقت أُفُقِي
أُمَّاه كَم يضوِّعني دعاؤك
بِالضِّيَاء
يَا أَشْهَى مِنْ الْإِصْبَاحِ
ذِي رُوحِي خُذِي مِنْ رُوحِهَا قَبَسًا
لتنبثقي
وَحْدِي بِلَا أَنْتِ
الْحَيَاة بِلَا حَيَاة بِلَا أَنَا
صَدَأٌ عَلَى بَابِ الْفُصُول
صَدَأٌ بأغنيتي
صَدَأٌ عَلَى الطُّرُقِ
كَيْف أَعْلَن مِن رَأَوْكِ حِدادَهم
لَا رَيْبَ إِنَّكِ تبعثين
بِحَال مُعْجِزَة الصَّلَاةِ عَلَى الْمَحَبَّةِ
وَلَا نَبِيَّ يَمُوتُ فِي قَلْبِ تَقِي
تِلْك صُورَتُهَا وضحكتها
يَا أُمْسِي الْمَرْسُومَ فِي
لُغَة التَّوَحُّد وَالْحَنَان
حَاشَاكَ تتركني لشوقٍ لَا يَهُون
أَوْ قَلْبٍ شَقِي
أَدْنُو لحاويةِ الثكالى قَدْ أَرَانِي
فِي عَزَاء المتعبين بِلَا دُمُوع
أَو يُعَلِّمُنِي التَّأَسِّي كَيْفَ أَكْتُبُ
لَيْلَ أقداري عَلَى الْوَرَقِ
وَجَلَسَتُ بَيْن النائحاتِ كشرفة
فِي الرِّيحِ تستجدي اللِّقَاء
مِنْ الْجِهَاتِ
أَو بَقَايَا شَمْعَة
طَالَمَا يَا أُمِّ قاومت الرِّيَاح
وأنت لم تقضي وتحترقي
أَبْكِي وَحَوْلِي أَلْفُ مَقْبَرَةٍ
يؤرقها الثكالى
آه كَأَنَّك تَسْمَعِين الدَّمْع
مِنْ رُوحِي
وتهدهدين بِرَاحَةٍ لَهَفِي
وبراحة تعفين إِجْهادِي
مِنْ الْعَرَقِ
فَبِأَيّ خَطَب بِي
تعاتبني هَوَاجِسُ مِن يَرَوْن حقيبتي
عِنْدَ ابْنِ بَكْرٍ تَحْمِل الْكَلِمَاتِ
قُرْآنًا وأدعيةً
وأغصانا مِن النَّخَلَات والعبرات والعبق
يَا قَبْرَهَا عِنْدَ ابْنِ بَكْرٍ لَمْ يَزَلْ
يجتاحني مِن رِيحَك الْمِسْكُ السَّمَاوِيّ
ويجيرني حَلَمٌ أَرَاك عَلَى
مَرَايَا الْقَلْب والحدَقِ
فَأَقُولُ يَا أُمِّي سَلَامًا
قَدْ أَتَيْتُ
سَأعد قهوتك الصَّبَاح
فأخبريني أَيَّ مَنْزِلَةٍ أَعَدَّ اللَّهُ
يَا مَوْلاتِي الأحلى لتأتلقي
أَيَّ عَهْد قَدْ بَلَغَتْ بِهِ الْعُلَا
وَبِأَيّ بَيْت تَسْكُنِين
أَرَاكِ مِثْل الزَّهْر بَيْضَاء الْجَبِين
وَضاءَة الْخَدَّيْن
يَا أُمَّاهُ كالفلق
أَي فِرْدَوْس أَتَيْتِ
وَكُلُّ أَرْضٍ
قَد هُجِرَت بِلَا وَطَن
كُلَّ بَيْتٍ قَدْ تَرَكْت بِلَا سَكَن
كُلَّ عَامٍ عَنْك أَبْعد
يَسْتَشْرِي بِه نزقي
أُمِّي تَعَالَي . . كِدْت أهذي
بَل تَعَالَي . . ذَا جُنُونِي
هَيَّا تَعَالَي . . كفكفي وجعي
ورحمي شهقي

عن hassan

شاهد أيضاً

حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل

حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page