استيقظت فزعا علي الشجار اليومي المعتاد بين أبي وجدي لم أكن أعي جيدا ماذا يحدث أو ربما لم اهتم له في البداية والآن فقط بدأت الاحظ عندما أصبحت شابا ،جدي كهل تخطي الثمانين وأبي اقترب من سن المعاش ،لماذا هذا الشجار الدائم بينهم ؟
لماذا لا يرحم ابي جدي في شيخوخته؟
كيف يطلب أبي منا طاعته وبره وهو عاق لوالده وأمامنا؟
اسئلة كثيرة بدون أجوبة
فكلما حاولت التقرب من أبي ومعرفة ما يحدث يرفض وبشدة الكلام
ودائما يوبخني قائلا
معاذ متدخلش في اللي ملكش فيه
انا حر
باءت كل محاولاتي لفض الاشتباك بالفشل
ودائما ينتهي الاشتباك بدموع جدي المتحجرةفي مقلتيه وعودته الي شقته وهو مثقل الخطى ،متكأ علي عصاه
وابي يرفض منا الاقتراب منه أو مساعدته كأنه جرثومة معدية وليس أباه
دخل جدي شقته الملاصقة لشقتنا وتتعاود الكره ثانية صباحا
نفس المشهد بنفس الأحداث، ،وذات صباح استيقظت علي صراخ امي فتيقنت ان جدي توفي فذهبت لاواسي أبي في مصابه ولكني اكتشفت انه هو من فارق الحياة
جلست علي رأسه أبكي واطلب له الرحمة واذا بجدي يدخل من باب الغرفة مسرعا وبدون عصاه وكشف عن وجه ابي وثم انحني وبدأ يقبله وهو يغرقه بدموعه ويقول
انا مسامحك يا محمود
انا كنت بجيلك كل يوم عشان افهمك وانت كنت رافض تسمع
انا مسامحك يا محمود والله يا ابني مسامحك
لو كنت بس ادتني فرصة اتكلم
لو كنت استنيت اقول لك ايه جري؟
فضلت رافض تسمعني تلاتين سنة
كان نفسي تاخذني في حضنك يا محمود
كان نفسي تقولي يا ابا
انا عارف انك سامعني
اه مش هتعرف ترد
بس كفاية انك سمعتني يا محمود
كفاية انك سمعتني
وسقط جدي فوق جثمان أبي
اندفعنا نحوه وحاولنا افاقته ولكنه فارقنا هو الأخر
فارقانا معا في يوم واحد وتركا لنا مئات الاسئلة ووجع لن ينتهي
ما حيينا.
يتبع
شاهد أيضاً
حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل
حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …