من السهل على كل صاحب قلم أن يبحر بحروفه في كل مجالات الإبداع ، ويكتب في مختلف القضايا ، ويبدع في شتى مناحي الحياة ؛ فيكتب في السياسة ويكتب في الرياضة والاقتصاد وعلم الاجتماع
ويكتب في الغزل
ويكتب في الأخلاق
ويكتب في الإباحية
ويكتب ويكتب ويكتب
ولكن هل كتاباته وحروفه ومفرداته تعالج القضايا المتعلقة بتلك الموضوعات وتحد من سلبياتها وتثري إيجابياتها هذا هو السؤال !
فترى بعض أصحاب الأقلام يشحذ سنان فكره ليعرض وجهة نظره في إحدى القضايا فيكتب مايحلو له ولو خالف ضميره وخالف مجتمعه وخالف دينه
ظنا منه أنه سيصل إلى مكانة لم يسبقه إليها أحد
ويكتب في وصف إباحي تعريضا وتلميحا وتصريحا فينبري قلمه لوصف امرأة بأوصاف يعف اللسان عن ذكرها ويصور موقفا من المواقف أو حوارا من الحوارات بصورة يندى لها جبين الأخلاق
تحت ادعاءات باطلة من معسول الكلام ووضعها في مكان لايليق بأخلاق ولا بضمير
هنا لابد وأن يسأل هذا أو ذاك نفسه هل ترضى لأحد من أهلك أن يوجه له ذلك الكلام وتلك الأوصاف الوقحة والألفاظ القبيحة
الإبداع الحقيقي ماخلا من هوى النفس وركز على الفضائل ونبذ الرذائل وكم من شعراء وكتاب ومبدعين خلدوا أسماءهم في قائمة الشرف بحسن التعبير واختيار جانب الفضائل والأخلاق وتغليب الضمير على ثورة القلم
وللأسف تجد من يثني على تلك الحروف ويقيني أنه لم يقرأ بعين فاحصة وتركيز مطلوب وإنما مر مرور الكرام عليها مجاملة للكاتب ولو حكّم ضميره بالفعل لما ترك له أثرا في النص أو المنشور
فيا أصحاب الأقلام رفقا بنا وبعقولنا وبأخلاقنا وكفوا عن العبث بالفضيلة ونشر الرذيلة فأنتم أصحاب رسالة سامية ومفترض أن تكونوا قدوة صالحة ونموذجا لما يجب أن يكون عليه صاحب القلم بلا إسفاف ولا تعريض ولا تلميح
كفوا أقلامكم عنا
كفوا شروركم عنا
والتزموا بما تمليه عليكم ضمائركم
أيقظوها من سباتها
قبل أن يفجعكم الموت وأنتم مقيمون في دروب الرذيلة .
طه هيكل
شاهد أيضاً
حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل
حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …