الصفعة – بقلم دعاء زيان – جريدة الماس الشرق

يومي الأول في تلك البناية ، أخيرا استلمت شقتي ، المبني مصمم علي الطراز الغربي،منظر طبيعي خلاب في الواجهة ، تكاد تسمع نسمات الهواء من شدة الهدوء، نزلت كعادتي في السادسة صباحا لامارس رياضة الجري حول المبني وعند عودتي رأيت امرأة وهي تصفع شابا علي وجهه بمنتهي العنف وفارقته وهي صامتة ، خفق قلبي بعنف شديد وانا أراه وهو غارق في دموعه وعندما رأني انظر صوبه فر مسرعا الي داخل المبني ،أنه من سكان المبني أيضا هو والسيدة،لاحقته بخطوات سريعة ولكنه اختفي، ،استقليت المصعد اوانا لا أعرف الا أين يتجه فالمبني به خمسة عشر طابقا،فقررت ان اذهب إلي شقتي ، ولعلي اعرف من هو في وقت لاحق ،وعند نزولي من المصعد وجدته أمامي ،أنه يسكن في الشقة المجاورة لشقتي، أصابه الهلع حين رأني مرة اخري ،فتح الباب واغلقه في وجهي بشدة، دخلت وانا في حيرة من أمري من تلك السيدة التي صفعته ولماذا ؟ هل هي من السُكان وضايقها؟ مرت مئات الأفكار بداخل رأسي، استلقيت علي فراشي وحاولت النوم ولكن صوت الصفعة ما زال في اذني ،خرجت إلي الشرفة حتي استنشق بعض الهواء لعلي أهدأ وانام وهناك رأيت السيدة وهي تحضنه في الشرفة أمام الجميع ، هل هي زوجته ؟ اخته ؟ ولماذا صفعته بتلك الوحشية اذن؟ ولكن باغتتني السيدة وهي تلقي عليا السلام
وتقول
اهلا بيكي حبيبتي نورتي المكان
انا سهي ودا اخويا الصغير حسام
وفي تلك اللحظة ابتسمت لها وقلت اهلا بيكوا انا فريدة
ابتسمت وقالت من انهاردة احنا اخواتك لو احتجتي اي حاجه احنا تحت امرك
وأخذت اخاها ودخلت واغلقت باب الشرفة
ومر اسبوع والشرفة مغلقة لا يوجد أي صوت ،من الواضح أنهم مسافرون ،وللأسف انتابني الفضول لأسال كريمة زوجة البواب
صباح الفل يا كريمة =صباح الهنا والسعادة استاذة فريدة تعرفي حاجه عن جيراني في شقه ١٢، هيرجعوا امتي؟
=شقه ١٢ فاضية يا استاذة
لا يا كريمة الشقة الي جمبي الي فيها حسام واخته سهي =الله يرحمهم ويجعل قبرهم نور دول اتوفوا من خمس سنين خمس سنين ايه بس يا كريمة انا شفتهم وكلمتهم من اسبوع
=بسم الله الرحمن الرحيم والله يا استاذة فريدة دول ماتوا في حادثه وشقه ١٢ بتاعتهم فاضية وحتي عمهم فضاها من العفش ، ومن يومها محدش سكنها
_لالالا انتي اكيد مش مركزة
=طيب تعالي معايا واني اوريكي بعينك انا معايا مفتحها لاني بنضفها واهويها كل اسبوعين
فتحت باب الشقة ،اذا بها خالية تماما، دخلت جميع الغرف حتي الشرفة ،لا يوجد أي آثار لحياة، قاطعتني وهي تقول
=صدقيني يا ست البنات، يلا بينا بقي اصل الشقة دي مش مريحة كدا وتخوف
_عندك حق لازم نمشي
تركتها وعدت الي شقتي وذهبت إلي غرفتي مباشرة وقد تملكني الفزع لماذا أنا بالذات من أراهم، ولماذا رأيت تلك الصفعة وماذا كانت تعني ؟ هل كان حسام هو السبب في الحادث؟ انه لغز كبير من عالم اخر