Breaking News

الإنسانية – بقلم ✍️د.⁩نبيل بكر


………………..
كلمة كبيرة جداً تسع من المعاني ما لم يتسع له غيرها.
ولأن الإنسانية فطرة فطر الله الناس عليها، إلا أنها تختفي بشكل مخيف،ليس كفعل فقط بل وفهم وذكر أيضاً.
علماً أن الله عز وجل أنزل سورة كاملة على نبيه صلى الله عليه وسلم،تبين ما أعده الله عز وجل لمن حافظ على إنسانيته ولم يبخل بها على غيره من خلق الله عزّ وجل، وإن شئت فراجع آياتها في كتاب الله حتى تفهم مراد ربك سبحانه وتعالى،ولتعلم أنه جواد كريم،لما أعده للإنسان.
واختفائها فينا خطر عظيم يلحق بنا في الدنيا والآخرة.
حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
منها على سبيل المثال..!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لا يرحم لا يرحم)
وقال أيضاً (رفقاً بلقوارير)
وقال أيضاً (ليس منا من لم يوقر كبيرنا،ويرحم صغيرنا ،ويعرف لعالمنا قدره)وقال أيضاً
(طوبا لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس)،وغيرها من الأحاديث الأخرى إلخ…
ولأنها أصبحت نادرة الحدوث في زماننا..!
بات فاعلها في أعين الناس شخص مختلف عن غيره،فيمدحونه بها حتى يقال فلان هذا إنسان…!
فمثلاً شاب رأى امرأة حامل تركب الأتوبيس المزدحم فيجلسها مكانه
فهذا إنسان… وآخر يساعد رجل مسن لعبور الشارع…فهذا إنسان..
وهذه هي اللمسة الجمالية التي تظهر بصيص الإنسانية المتبقي فينا..!!
لكني أتحدث عن عمق الإنسانية الكاملة بأشكالها وألوانها فلا تختصر فقط على بضع مواقف فردية بسيطة…فأين من له جار ولا يسأل عنه مطلقاً..؟
وأين من له أبوين لا يراهما إلا كل حين…؟
وأين من له أخت لا يزورها إلا في المناسبات …؟
وأين من عنده المال ولم يساعد الفقراء من أهله…؟
وأين من له يتمى جيرانه ولم يمسح مرة على رؤسهم …؟
وأين من له زوجة مات أبوها وأمها فاستخف بها…؟
وأين من له إبنة زوجها ولم يسأل عنها…؟
وأين من له أخ بعيد ولم يزوره ..؟
وأين ،وأين ، وأين..أراها لا تنتهي..!!.
ناهيك عن الحروب التي أكلت أرواح الناس في جميع أنحاء العالم
بدم بارد دون أي أعتبار لحرمة دمائهم،وكأنهم ليسوا بشراً…!

يا سادة الإنسانية إحساس داخل ضعيف استعان بك فوجدك عنده،وكلمة طيبة جبرت بها خاطر أخيك أو أختك أو جارك أو زميلك أو حتى مجرد شخص تواسيه وهو مستاء..!
الإنسانية أن يكون قلبك هو المحرك والدافع نحو الرحمة والمغفرة والتسامح والتصالح والعطف والحنان والحب واللين الذي يخلق بداخلك القدرة على أن تكون على مستوى المواقف التي لا تعالج إلا بها..
دون خوف من إملاق أو نقص أو نقد أو نظرة سيئة أو حتى كلام يخرج من فم سفيه يسخر به منك.
يا سادة الإنسانية هي الإيمان الجميل الذي يظهر معدن المؤمن النقي ومدى قربه من الله عزّ وجل
فذكروا معي يوم فتح مكة ماذا قال محمدا صلى الله عليه وسلم
لأهلها ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )رغم أنه رأي منهم السيئ كله وبلا رحمة
وعناد وتعنت وإذلال وقهر..!!
ومع ذلك كانت إنسانيته أقوي مما رأه منهم فانتصر على نفسه فباتوا أحراراً لا ضيم عليهم ولا فيهم..
ألآ رددوا معي أنا إنسان إذاً أنا حي.

About admin

Check Also

مبادرة “افتح لقلبك حياة” نوفارتس ومعامل ألفا توقعان اتفاقية تعاون لتمكين مرضى تصلب شرايين القلب من خفض مستويات الكوليسترول

كتب : ماهر بدر المؤسسة العلمية للقلب والشرايين (CVREP): 46% من حالات الوفاة في مصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page