احتفالية الامم المتحدة بكبار السن هذا العام 2023غيّر طريقة تفكيرك عن العمر!

كتب د. فرج احمد فرج
مستشار مركز بحوث ودراسات كبار السن
موضوع عام 2023″ الوفاء بوعود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الخاصة بكبار السن عبر الأجيال”
لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التاريخية قبل 75 عاما، وقد ساهم ممثلون من جميع أنحاء العالم من ذوي خلفيات قانونية وثقافية ولغوية مختلفة، في كتابة هذا الإعلان الذي يعتبر أول وثيقة توضح حقوق الإنسان الأساسية التي من المفترض أن تكون تصان عالميًا. واعترافاً بهذا الحدث المهم، وتطلعاً إلى مستقبل يفي بالوعد بضمان تمتع جميع الأشخاص، بما في ذلك جميع كبار السن، تمتعاً كاملاً بحقوق الإنسان والحريات الأساسية الخاصة بهم، يركز الاحتفال ال 33 لليوم الدولي لكبارل السن على أهمية “الوفاء بوعود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الخاصة بكبار السن عبر الأجيال”. كما وسلط الفعالية الضوء على المكانة الخاصة لهم في جميع أنحاء العالم، واهمية تمتعهم بحقوقهم والتصدي للانتهاكات المرتكبة ضدهم، وتعزيز التضامن من خلال الإنصاف والمعاملة بالمثل بين الأجيال الذي من شانه توفير حلولاً مستدامة للوفاء بوعد أهداف التنمية المستدامة.
لقد أثبتت جهود المجتمع الدولي المتعلقة بقضية التضامن بين الأجيال، على أهمية ومساهمة الحلول المشتركة بين الأجيال، التي تسترشد بمبادئ حقوق الإنسان المتمثلة في المشاركة والمساءلة وعدم التمييز والمساواة والتمكين والشرعية في إحياء إرث الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأهميته ونشاطه من خلال تمكين كل من الشباب وكبار السن في التأثير على وفاء الإرادة السياسية بوعود الإعلان لجميع الناس عبر الأجيال.
أهداف اليوم الدولي للمسنين 2023:
زيادة المعرفة والوعي بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتزام جميع أصحاب المصلحة لتعزيز حماية حقوق الإنسان للأجيال الحالية والمقبلة من المسنين في جميع أنحاء العالم.
تبادل النماذج المشتركة بين الأجيال والتعلم منها لحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
دعوة الحكومات وكيانات الأمم المتحدة إلى مراجعة ممارساتها الحالية بهدف تحسين إدماج نهج يشمل حقوق الإنسان على مدى الحياة في عملها، وضمان المشاركة النشطة والهادفة لجميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمسنين أنفسهم، في العمل على تعزيز التضامن بين الأجيال والشراكات بين الأجيال.
في 14 كانون الاول /ديسمبر 1990 ،اعلنت الجمعية العامة للامم المتحدة في قرارها 45/106 يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر بوصفه اليوم العالمي للمسنين. وجاء هذا الإعلان لاحقا لمبادرة خطة العمل الدولية، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ف قرارها51/37 المؤرخ 3 كانون الأول/ديسمبر 1982.
وفي عام 1991، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 91/46، مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالمسنين. وفي عام 2003، اعتمدت الجمعية العامة الثانية للشيخوخة خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة للاستجابة للفرص والتحديات لفئة السكان التي ستواجه الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين، وكذلك لتعزيز تطوير المجمتع لكل الفئات العمرية.
تضاعف عدد المسنين (أي أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر) 3 مرات من حوالي 260 مليونًا في عام 1980 إلى 761 مليونًا في عام 2021. وبين عامي 2021 و2050، من المتوقع أن ترتفع الحصة العالمية من المسنين من أقل من 10٪ إلى حوالي 17%.
يؤكد النمو السريع في عدد الأشخاص الذين يصلون إلى سن أكبر على أهمية تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وعلاجها طوال مسار الحياة.
من الأهمية التكيف مع العدد المتزايد من الأفراد المسنين الذين يمتلكون مجموعة متنوعة من القدرات الوظيفية في المجتمعات التي تعاني من شيخوخة السكان. إن القدرة على القيام بالوظائف الأساسية والمشاركة في الأنشطة اليومية لا تتأثر فقط بقدرة الفرد المتأصلة ولكن أيضًا بالبيئات الاجتماعية والمادية التي يقيم فيها. حيث تلعب البيئات الداعمة دورًا محوريًا في لمحة عامة
يعيش الأفراد في العالم اليوم أعمارا مديدة أكثر مما مضى. ويمكن أن يتوقع معظم الأفراد الآن، لأول مرة في التاريخ، أن يعيشوا حتى سن الستين أو أكثر. وتشهد جميع البلدان نموا في أعداد كبار السن والنسبة التي يمثلونها في تركيبة السكان.
وبحلول عام 2030، سيصل سدس سكان العالم إلى 60 عاما فما فوق. وفي الوقت الحالي، سيرتفع عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق من مليار نسمة في عام 2020 إلى 1.4 مليار نسمة. وبحلول عام 2050، سيتضاعف عدد سكان العالم البالغين 60 سنة فما فوق (2.1 مليار نسمة). ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 سنة فأكثر ثلاثة أضعاف بين عامي 2020 و2050 ليصل إلى 426 مليون نسمة.
ورغم أن هذا التحول في توزيع تركيبة السكان المتسم بتزايد أعداد كبار السن– أو ما يعرف بشيخوخة السكان – قد بدأ في البلدان المرتفعة الدخل (ففي اليابان مثلا، يمثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة نسبة 30% من السكان)، فقد غدت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تشهد الآن الجزء الأعظم من هذا التحول. وبحلول عام 2050، ستأوي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ثلثي سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق.
شرح مفهوم التقدم في السن (الشيخوخة)
من المنظور البيولوجي، يحدث التقدم في السن نتيجة تراكم طائفة واسعة من أوجه التلف في الجزيئات والخلايا مع مرور الزمن. وهذا ما يؤدي إلى تراجع تدريجي في القدرات البدنية والعقلية، وتزايد احتمال الإصابة بالأمراض والوفاة في النهاية. وهذه التغييرات ليست خطية وﻻ متسقة، وتكاد ﻻ ترتبط بعمر الشخص بحساب السنوات. والتنوع الملاحظ في التقدم في السن ليس عشوائيا. فإلى جانب التغيرات البيولوجية، غالبا ما يرتبط التقدم في السن بأحداث أخرى تطرأ في الح
