الامومه والطفوله والصحة النفسية

ما بعد سباق الامتحانات – بقلم د.داليا علي عبد العزيز


دور الأهل في تخفيف الضغط ودعم الأبناء هام جدا نفسيا في هذه المرحله الصعبه للتهوين علي ابنائهم من المعاناه طوال العام الدراسي
ينتهي ماراثون الامتحانات، وتُطوى صفحات المراجعة والتحضير، ليُعلن عن فترة راحة يستحقها الطلاب بعد جهدٍ وعناء. ولكن هذه الفترة، على الرغم من كونها تمثل نهاية لمرحلة مرهقة، تحمل في طياتها تحديات نفسية لأبنائنا، وتضع على عاتق أولياء الأمور مسؤولية كبيرة في إدارة هذه المرحلة بحكمة وهدوء. فدور الأهل هنا لا يقل أهمية عن دورهم خلال فترة الدراسة، بل قد يكون أكثر حساسية في هذه المرحلة الحاسمة.
فرحة الاسترخاء لا تتساوى مع قلق النتائج
بعد انتهاء آخر اختبار، ينتاب الطلاب شعور مختلط يجمع بين فرحة التحرر من ضغط الامتحانات، وقلق خفي من النتائج المنتظرة. في هذه اللحظة، يصبح دور ولي الأمر هو مفتاح التوازن النفسي لأبنائه. فبدلاً من الاستعجال في السؤال عن “كيف قدمت؟” أو “هل أنت واثق من درجاتك؟”، يجب أن يكون التركيز الأول على تهنئة الابن أو الابنة على إتمام هذه المرحلة بنجاح. مجرد إكمال الامتحانات، بغض النظر عن الأداء المتوقع، هو إنجاز يستحق التقدير.
تجنب المقارنات والتركيز على الجهد
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض أولياء الأمور هي مقارنة أبنائهم بالآخرين، أو التركيز المفرط على توقعاتهم الخاصة بالنتائج. هذه المقارنات والضغوط تخلق بيئة من التوتر والقلق، وتُفقد الابن الشعور بقيمته الذاتية وجهده المبذول. من المهم جدًا تذكير الأبناء بأن الاجتهاد والسعي هما الأهم، وأن النتائج هي ثمرة هذا الجهد وليست مقياسًا وحيدًا للقدرات. التشجيع على التعلم من التجربة، سواء كانت إيجابية أو تتطلب تحسيناً، هو أفضل نهج هنا.
المساحة للراحة والاستمتاع
بعد شهور من المذاكرة، يحتاج الأبناء إلى مساحة حقيقية للراحة والاسترخاء. يجب على الأهل أن يمنحوا أبناءهم الحرية في الاستمتاع بوقتهم، سواء كان ذلك من خلال ممارسة هواياتهم، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو ببساطة الاسترخاء بدون جدول زمني صارم. هذه الفترة مهمة لإعادة شحن الطاقة النفسية والعقلية، وتهيئتهم للمرحلة القادمة. فالتخطيط لأنشطة عائلية ممتعة، حتى لو كانت بسيطة، يمكن أن يعزز الروابط الأسرية ويخفف من التوتر.
ساعدوهم وارشدوهم لوضع اهدافهم الخاصه لفتره الاجازه لاكتساب مهاره او تعلم شيء جديد محبب لهم او تنفيذ حلم او توفير فرصه عمل بسيطه مناسبه بتعلمو ازاي يوفروا المال . من اجل اكتساب القيم
نصيحة لأولياء الأمور: “احتضنوا جهودهم، لا نتائجهم فقط”
يا أيها الآباء والأمهات، تذكروا دائمًا أن أبناءكم أمانة. قيمتهم لا تكمن في مجموع درجاتهم، بل في شخصيتهم، في جهودهم، وفي قدرتهم على التعلم والتطور. احتضنوا جهودهم، امنحوهم الدعم غير المشروط، وقدموا لهم المساحة ليتنفسوا بعد سباق طويل. فالدعم العاطفي والهدوء الأسري هما أفضل هدية يمكن أن تقدموها لهم في هذه الفترة. دعوهم يستمتعون بفرحة إنجازهم، فالوقت المناسب لتقييم النتائج سيأتي لاحقاً، ولكن الأهم هو أن يمر هذا الوقت وهم يشعرون بالحب والقبول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى