الامومه والطفوله والصحة النفسية

العلاقة الخفية بين التوتر وأمراض العصر التي تدمر الصحة بقلم ا.مروه حمدى باحثه دكتوراه جامعة عين شمس


في عالمنا المعاصر المتسارع، أصبح التوتر جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية، سواء بسبب ضغوط العمل، أو المشاكل الاقتصادية، أو العلاقات الاجتماعية المعقدة، أو حتى كثافة المعلومات وسرعة التكنولوجيا. ومع استمرار هذا التوتر لفترات طويلة دون التعامل معه بوعي وفعالية، ظهرت مجموعة من الأمراض المرتبطة به، تُعرف اليوم بـ “أمراض العصر”.
ما هو التوتر؟
التوتر هو استجابة طبيعية من الجسم لأي خطر أو ضغط خارجي. عند التعرض لموقف ضاغط، يُطلق الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يزيد من معدل ضربات القلب، ويرفع ضغط الدم، ويحفز العضلات استعدادًا للمواجهة أو الهروب. وعلى الرغم من أن هذه الاستجابة مفيدة في حالات الطوارئ، إلا أن استمرارها بشكل مزمن يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة.
أمراض العصر المرتبطة بالتوتر

  1. أمراض القلب والأوعية الدموية
    يُعد التوتر المزمن سببًا رئيسيًا في ارتفاع ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب، وتصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
  2. السكري
    يزيد التوتر من مقاومة الأنسولين ويُحدث خللًا في مستوى السكر في الدم، مما يؤدي إلى تطور مرض السكري من النوع الثاني.
  3. اضطرابات الجهاز الهضمي
    مثل متلازمة القولون العصبي، والحموضة، والقرحة المعدية، والتي تتفاقم جميعها في ظل وجود ضغط نفسي مزمن.
  4. ضعف جهاز المناعة
    يضعف التوتر الجهاز المناعي، فيجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض المختلفة.
  5. الأمراض النفسية
    مثل الاكتئاب، القلق، ونوبات الهلع، وهي الأكثر شيوعًا في المجتمعات الحديثة.
  6. الأرق واضطرابات النوم
    يُعد التوتر سببًا رئيسيًا في صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، مما يؤدي إلى التعب والإرهاق المزمن.
    كيف نواجه التوتر؟
    ١- ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو اليوغا، حيث تساعد على تقليل التوتر وتحسين المزاج.
    ٢- تقنيات التنفس العميق والتأمل، مثل تمارين الاسترخاء والتأمل الذهني
    ٣-تنظيم الوقت وتحديد الأولويات لتقليل الضغط اليومي.
    ٤-الدعم الاجتماعي من الأسرة أو الأصدقاء أو المختصين النفسيين.
    ٥-اتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد عن المنبهات والمقليات والمأكولات السريعة.
    ٦-النوم الكافي، حيث أن النوم العميق يساعد الجسم على التعافي من آثار التوتر.
    لم يعد التوتر مجرد شعور عابر، بل أصبح عاملًا خطيرًا يهدد الصحة الجسدية والنفسية للإنسان. ومع ازدياد الضغوط اليومية، من الضروري أن نعي مخاطره، ونتعلم مهارات التحكم فيه، من أجل الحفاظ على جودة حياتنا والوقاية من أمراض العصر التي أصبحت تحصد الأرواح بصمت.
    دمتم سالمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى