الضغط النفسي وأثره على حياتنا بقلم ا.مروه حمدى باحثه دكتوراه جامعة عين شمس
يُعد الضغط النفسي من أكثر التحديات التي تواجه الإنسان في العصر الحديث، نتيجة لتسارع وتيرة الحياة، وكثرة الالتزامات، وزيادة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية. وهو حالة نفسية وجسدية تحدث عندما يشعر الإنسان بعدم القدرة على التكيف مع متطلبات الحياة اليومية، مما يؤدي إلى توتر داخلي يؤثر على سلوكه وصحته العامة.
و تتنوع أسباب الضغط النفسي بين مشكلات العمل، وضغوط الدراسة، والخلافات الأسرية، والمشاكل المالية، والمواقف المفاجئة مثل فقدان شخص عزيز أو الفشل في تحقيق هدف مهم. كما يمكن أن تلعب العوامل الداخلية دورًا، مثل ضعف الثقة بالنفس أو القلق الدائم من المستقبل.
ويؤثر الضغط النفسي على الجانب العاطفي للفرد، حيث يؤدي إلى الشعور بالقلق، والاكتئاب، والعصبية الزائدة، والتقلبات المزاجية. وقد يجد الشخص نفسه في حالة من الانعزال عن الآخرين أو فقدان الحافز للقيام بالأعمال اليومية.
وللضغط النفسي تأثيرات مباشرة على الجسم، منها الصداع المستمر، واضطرابات النوم، وزيادة معدل ضربات القلب، وضعف الجهاز المناعي. وفي حالات مزمنة، قد يؤدي إلى أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، أو قرحة المعدة، أو حتى أمراض القلب.
الأثر على العلاقات والحياة اليومية
يؤثر الضغط النفسي أيضًا على جودة العلاقات الشخصية، فقد يصبح الإنسان أكثر حدة في التعامل مع الآخرين أو أقل صبرًا وتفهمًا. كما قد يؤثر على الأداء في العمل أو الدراسة، مما يؤدي إلى نتائج سلبية متراكمة تعمّق الشعور بالفشل والإجهاد.
لمواجهة الضغط النفسي، يُنصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتخصيص وقت للراحة والهوايات. كما يُعد التحدث مع شخص موثوق أو اللجوء إلى متخصص نفسي من الخطوات المهمة للتفريغ النفسي وتعلم مهارات التكيف. ولا يقل دور التغذية الصحية وأداء العبادات أو التأمل أهمية في تحقيق التوازن النفسي.
الضغط النفسي جزء طبيعي من الحياة، لكنّ تجاهله أو الاستسلام له يمكن أن يؤدي إلى عواقب جسيمة على الصحة والعلاقات وجودة الحياة. لذلك، من الضروري أن نكون على وعي بأسبابه، وأن نعمل على مواجهته بوسائل صحية وفعالة، لنحافظ على توازننا ورفاهيتنا النفسية. دمتم سالمين
