الامومه والطفوله والصحة النفسية

الصحة النفسية لطلبة الثانوية العامة: مفتاح التفوق في موسم الامتحانات✍️ بقلم: [دكتورة / نرمين فوزي]دكتوراة الصحه النفسية والإرشاد الأسري والتربوي

مع كل عام دراسي جديد، تتجدد مشاعر القلق والتوتر مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، التي تُعد من أكثر المراحل حسمًا في حياة الطالب. وبينما ينشغل الجميع بالتحصيل العلمي والدرجات، يُغفل جانبٌ لا يقل أهمية، بل قد يكون هو الفارق الحقيقي في الأداء: الصحة النفسية.

الضغط النفسي: عدو صامت في قاعة المذاكرة

الضغوط المرتبطة بالثانوية العامة قد تكون شديدة؛ فهي تتراكم من توقعات الأهل، المنافسة بين الزملاء، وضيق الوقت. هذا الضغط، إن لم يُدار بشكل صحي، قد يؤدي إلى:

اضطرابات النوم.

فقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.

نوبات بكاء، قلق أو حتى اكتئاب.

ضعف التركيز أثناء المذاكرة والامتحان.

ويؤكد خبراء الصحة النفسية أن الطالب المثقل بالتوتر لا يستطيع أن يستوعب أو يتذكر المعلومات بالكفاءة المطلوبة، مهما كانت قدراته العقلية.

كيف يحافظ الطالب على صحته النفسية أثناء الامتحانات؟

  1. تنظيم الوقت:
    تقسيم اليوم بين الدراسة، الراحة، والنوم يقلل التشتت ويمنح الطالب شعورًا بالسيطرة.
  2. النوم الكافي:
    لا تقل أهمية النوم عن المذاكرة. العقل المرهق لا يستطيع أن يحفظ أو يفكر بوضوح.
  3. الأكل المتوازن وممارسة الرياضة:
    التغذية الجيدة ومجرد المشي نصف ساعة يوميًا ترفع من الحالة المزاجية وتقلل القلق.
  4. الدعم الاجتماعي:
    التحدث مع الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة عن مشاعر القلق يُساعد كثيرًا في التخفيف منها.
  5. التنفس العميق وتمارين الاسترخاء:
    تقنية بسيطة لكنها فعالة جدًا في تهدئة الأعصاب قبل وأثناء الامتحان.

دور الأسرة: بين التشجيع والضغط

الأهل هم الداعم الأول للطالب، لكن النوايا الحسنة قد تنقلب إلى ضغط إذا تم التعبير عنها بأسلوب خاطئ. من المهم أن:

يتجنب الأهل مقارنة أبنائهم بالآخرين.

يُشعروا الطالب بأنهم يثقون به ويقدرون مجهوده لا نتيجته فقط.

يفتحوا مساحة للراحة، وليس فقط للدراسة.

يلاحظوا علامات التوتر أو الاكتئاب ويتعاملوا معها بهدوء

النجاح لا يُقاس بالدرجات فقط

من المهم أن نتذكر أن الثانوية العامة مرحلة وليست مصيرًا. والطالب الذي يتعلم كيف يدير وقته، يتعامل مع الضغط، ويحافظ على صحته النفسية، هو من يمتلك أدوات النجاح الحقيقي في الحياة.

❗ختامًا:

نحتاج كمجتمع تعليمي وأسري إلى تغيير نظرتنا للثانوية العامة؛ من “نهاية طريق” إلى “محطة من محطات التعلم والنمو”. ولن يكون ذلك ممكنًا إلا عندما نضع الصحة النفسية في قلب المعادلة، جنبًا إلى جنب مع الجهد والطموح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى