قرار الطلاق والانفصال قد يكون مريح للوالدين ،ولكن من خلال واقع الحياة والدراسات والأبحاث ان الطلاق له آثار وخيمة على الأبناء .
تختلف ردود أفعال الأبناء بحسب مراحلهم العمرية، حيث يعاني الأطفال من عمر الثانية وحتى مرحلة ما قبل المدرسة من اضطرابات النوم واضطرابات التعلق وقلق الانفصال، وقد يعاني بعضهم نوعا من النكوص فتتدهور مهارات استخدام المرحاض لديهم، أو ينتكسون نحو سلوكيات طفولية لم تكن ظاهرة من قبل مثل مص الإبهام.
لا تقف الأمور عند هذا الحد، حيث يسيطر على الكثير من الأطفال في عمر المدرسة الشعور بالذنب ولوم الذات، وقد يتوهم بعض الأطفال أنهم السبب في الطلاق بسبب خطأ ارتكبوه أو سوء سلوك قد بدر منهم. وتنتاب بعضهم مخاوف غير منطقية (رهاب)، ويميل الأطفال الأكبر سِنًّا إلى التعبير عن مشاعر الغضب وتوجيه اللوم إلى أحد الطرفين أو كليهما. أما في عمر المراهقة فقد تتراوح التأثيرات السلبية بين الاكتئاب الحاد والسلوكيات العدوانية والأفكار الانتحارية.
ورغم كل الآثار السلبية للطلاق فإنه في بعض الأحيان قد يأتي بنهاية للخلافات والنزاعات الزوجية، أو على الأقل يجعلها تتقلص مما يجعل آثاره السلبية أخف من آثار النزاعات الزوجية اليومية التي يشهدها الأبناء في ظل زواج فاشل. ورغم كل ما يحمله الطلاق من مشاعر الغضب والقلق والصدمة، وما يُشكِّله من خسارة كبيرة للأبناء، فإنه صدمة يمكن التعافي منها والمرور بأمان وبأقل قدر من الخسائر.
💢هناك عدة أمور ينبغى مراعاتها عند تربية الطفل بعد الطلاق :
🌿محاولة تربية الطفل ضمن الأبوة والأمومة المشتركة إن أمكن لمّا لها من تأثير إيجابي على علاقة الطفل بوالديه.
🌿تقديم الاهتمام والتركيز على الطفل كونه الهاجس الأول لدى الوالدين، وأن له أهمية أكبر من مسببات الطلاق.
🌿توليد شعور الأمان لديهم؛ لما له من تأثير في مقدرتهم على تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار.
🌿اتباع سياسة واحدة من قبل الأم والأب لنظام المكافآت للأطفال.
تأمين بيئة مريحة وآمنة للأطفال لتربيتهم بها، وأن تكون مشتركة بين الأم والأب قدر الإمكان.
🌿تربية الأطفال على التقاليد والعادات وتحملهم للمسؤولية، وأن يكونوا مسؤولين عن تصرفاتهم وأفعالهم بحسب أعمارهم وقدراتهم الجسدية والإدراكية.
🌿توفير الأساسيات من ملابس وألعاب وأدوات للنظافة في كل من المنزلين أي منزل الأم ومنزل الأب؛ وذلك لإشعار الطفل بأنه ينتمي إلى المنزلين وعدم إشعاره بأنه ضيف عند أحدهما أو كلاهما .
شاهد أيضاً
لغة الحوار …بقلم د/ وسام فاروق ماجستير ارشاد أسرى دكتوراه صحة نفسية ….
تكثر عادة المشاكل بين الزوجين وتتعدد الأسباب باختلاف الشخصيات واختلاف مفاهيم التربية والمبادئ والأفكار ..ولكن …