أخبار عاجلة

💓الاستقلالية عند الطفل💓بقلم ا.دينا سيد أخصائى نفسي ،مدرب معتمد ،باحث ماجستير جامعة عين شمس

.
كيف تربى طفلاً مستقلاً؟
تُعَدُّ الاستقلالية عند الطفل مطلباً فطرياً يحتاج إلى التنمية، فالأطفال منذ نعومة أظفارهم يميلون نحو الاعتماد على أنفسهم، وتلبية متطلباتهم بشكل شخصي، وهنا يأتي دور التربية في تنمية هذه النزعة، أو كبحها وتنشئة طفل اتكالي يفتقر إلى الاعتماد على ذاته
قد تتساءلين عزيزتي الأم كيف تربين طفلاً مستقلاً، وعن الطرائق والسلوكات التي يجب عليك اتباعها من أجل تنمية الاستقلالية عند طفلك. ونحن هنا في هذا المقال، سنجيبك عن جميع تساؤلاتك، ونقترح عليك الخطوات التي من شأنها تنشئة طفل مستقل معتمد على ذاته.
ستلاحظين في مرحلة ما من عمر طفلك الصغير ظهور نزعة لديه لفعل كل شيء بنفسه، وقد تبدأ هذه المرحلة بحدود العام الأول؛ إذ يميل الطفل إلى إمساك ملعقة الطعام من يدك ليأكل بنفسه، فينسكب كل شيء منها قبل وصوله إلى فمه، أو يرفض شرب الماء حتى يمسك كوبه بنفسه، فيسقي ملابسه والأرض قبل أن يرشف قطرة الماء الأولى. لا بُدَّ أنَّكِ مررتِ بهذه الأحداث في مرحلة ما، وإن هي إلا بوادر الاستقلالية الفطرية عند الطفل، التي يمكن لكِ عن طريق استجاباتك وردود أفعالك تنميتها وتنشئة إنسان مستقل معتمد على ذاته، أو كبحها وتنشئة فرد اتكالي كسول.
ما هي الإرشادات التي يجدر بالأم اتباعها لتعزيز استقلالية طفلها؟
يساعد تجهيز الأثاث المنزلي ببعض الأدوات التي تسهل حركة الطفل على تعزيز استقلاليته. فمثلاً يمكن الأم وضع منصة صغيرة تحت المغسلة بحيث يصعد عليها الطفل لغسل يديه أو أسنانه. وكذلك يفضّل شراء ألعاب ملائمة لسنّه يستطيع التعامل معها بسهولة، فإذا كانت الألعاب معقّّدة تحبطه.
تعليم الطفل المهارات الحركية
من الضروري تحفيز الطفل على القيام بالأمور البسيطة وحده. يتطلب ذلك صبر الأم وطول بالها. لا يجوز مثلاً منعه من استعمال الملعقة لأنه يأخذ الكثير من الوقت أو أنه يلوّث ثيابه. فهذا يجعله يعزف عن القيام بذلك. كما يمكن الأم تعليمه طريقة ارتداء زوج جوراب وتمييز القدم اليسرى عن القدم اليمنى، والإمساك بالكوب دون إيقاعه. ويمكنها أن تقول له مثلاً: «إذا كنت تريد أن ترتدي ثيابك وحدك سوف نخرج حين تنتهي». ويمثّل تعليم الطفل هذه الأمور الخطوة الأولى نحو الاستقلالية والثقة بالنفس.
يتوتر الطفل إذا وجد صعوبة في إنجاز عمل ما يبدو سهلاً بالنسبة إلى الراشد. لا يشكّل تدخّل الأم أحياناً الحل الأمثل، بل عليها أن تحاول في البداية ألا تنتقده. إذا أراد تكرار المحاولة يمكنها أن تمدحه بالقول: «عافاك لقد حاولت كثيراً»، و يفضّل ألاّ تلح عليه بالمحاولة إذا عزف عن الأمر، بل عليها أن تظهر تفهمها للتوتر الذي يشعر به. كأن تقول له مثلاً إذا كان يلعب بلعبة بناء المكّعبات: «حاولت جاهداً أن تقوم بذلك، وأتفهم لمَ أنت غاضب».
من غير المستحسن تدخّل الأم قبل أن يطلب الطفل مساعدتها، وإذا تدخلت عليها أن تقوم بدور المشاركة في البحث معه وليس دور العالمة بكل شيء. فإذا ساعدته عليها أن تكتفي بتسهيل الأمر عليه وليس القيام به عوضاً عنه. فمثلاً يمكن الأم أن ترشده إلى طريقة تركيب الأحجية، أو وضع الحذاء بحيث يسهل انتعاله. فالطفل في حاجة إلى الشعور بأنه نجح في إنجاز عمل ما يفتخر به.
إرشادات بسيطة تعزز الاستقلالية:
أيقظي طفلك باكراً حتى يتسنى له الوقت الكافي لارتداء ملابسه قبل الذهاب إلى المدرسة.
ساعدي طفلك في ارتداء الملابس عن طريق اللعب كأن تقترحي عليه أن يعقد زراً وأنت الآخر.
اسمحي له باختيار الملابس التي يريد ارتداءها لليوم التالي مساءً وضعيها في شكل منظم، مما يسهّل عليه ارتداءها صباحًا.
ضعي علامتين متعاكستين داخل حذاءيه تشيران إلى القدم المناسبة، مما يجنّبه انتعال حذاءيه بالمقلوب.

عن hassan

شاهد أيضاً

لغة الحوار …بقلم د/ وسام فاروق ماجستير ارشاد أسرى دكتوراه صحة نفسية ….

تكثر عادة المشاكل بين الزوجين وتتعدد الأسباب باختلاف الشخصيات واختلاف مفاهيم التربية والمبادئ والأفكار ..ولكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page