احتياجك للحنان لا ينفي امدادك لمن حولك. به …فربما كلمة طيبة تجبر خاطر مكسور أو فعل كريم يعوض عن احساس بفقد..
نجد دعاوي كثيرة علي أن تختار مصلحتك اولا .. و تهتم بنفسك فوق كل اعتبار .
لن أعارض هذا الرأي إنما اختلف معاه في أن بإمكانك الاهتمام بنفسيتك بتقديم الدعم لغيرك .. و الحفاظ علي صحتك النفسية عن طريق
“كونوا الحضن الدافئ لمن تحبون، العالم سيء بما يكفي.”
جبران خليل جبران
دعونا نتطرق في هذا المقال اي فوائد تقديم الدعم النفسي للفرد و المجتمع..
قد يكون الفرد منا في أشد الحاجة السند و الدعم من أقرب المحيطين به لكنه لا يكون متوفر في جميع الاحيان ، حيث أن مشاغل و أعباء الحياة قد تجعلنا نعيش في جزر منعزلة عن بعضنا لبعض . و للاسف لا ندرك هذا إلا بعد فوات الأوان و تكون الاحتمالات كبيرة لفقد روابط و معاني جميلة مثل التعاطف بين الكبير و الصغير من الإخوة و الأصدقاء ، المودة و الرحمة بين الزوج و زوجته أو حتي البر الذي أمرنا الله تعالي له تجاه أباءنا و أمهاتنا .
فدعوني أضرب لكم المثل لتتضح الصورة أكثر .
حين يكبر أحد أبوينا و يصل لأرذل العمر ، فإنه يحتاج منا ما كان يفعله معنا وقت نعومة أظافرنا من رعاية و احتواء و تعاطف و مساندة خاصة في حال تعرضه لظروف مرضية ، فقد كان السند و الدعم وقت قوته ، و ها قد آن الأوان لنرد الجميل .
ولا ينطبق هذا الأمر فقط علي الأبوين ، فتقديم الدعم و مساندة من حولنا قد تمتد لدائرة المعارف و الاصدقاء أو حتي الغرباء .
فلا يمكنك أن تتخيل مدي الأثر الطيب الذي قد تتركه في نفس صديق استمعت له باهتمام ، أو غريب مددت له يد العون بشيء في استطاعتك دون حتي سابق معرفة به .
حيث أن الخير كل الخير في أبسط الأفعال من ابتسامة في وجه زوجتك.
فقول طيب أو لمسة حانية لام أولادك بجعلها تمتلك الدنيا و ما فيها…
و قد أثبتت الأبحاث و الدراسات أن تقديم الدعم النفسي للغير له عظيم الأثر في خلق روح إيجابية و حالة من الاتزان الانفعالي لمقدمها مما يساهم في رفع كفاءة أداؤه و بالتالي يكون أقل عرضه للأمراض والنفسية و الاضطرابات من الاكتئاب و القلق و غيرها.
لا تبخلوا بمشاعركم مادامت رغبة في إرضاء الخالق و مساندة الخلق لوجه الله.. فلن تشقي و ترهق بل بالعكس سيزداد رصيدك عند الناس و تجد من يساندك وقت ضيقك.
: “كان الله في عون من كان في عون أخيه “