.
تؤثر الحالة النفسية للأم على الطفل في مختلف مراحل العمر، وخصوصا العمر الذي يسبق دخول المدرسة وما بعدها، وذلك بسبب نمو الإدراك لدى الطفل، واستيعابه لما يحيطه من أحداث قد تقلب حياته رأسا على عقب دون أن تدري الأم.
يتعرض الطفل الذي تعاني أمه من حالة نفسية غيرة مستقرة إلى ضغوط نفسية شديدة وبطريقة غير مباشرة، فالأم تعكس كل الضغوطات النفسية التي تعرضتت لها على أطفالها دون أن تقصد ذلك، الأمر الذي يعرض الطفل إلى نفس الضغوط مسببا له الكثير من المشاكل النفسية..
نجد الأم العصبية تشكل خطرا على أطفالها لأنها تجعل جسم الطفل مشحونا بالغضب، فالأم التي تكون منفعلة طوال الوقت تجعل الطفل مشحونا بـ3 هرمونات هم الكورتيزون والأدرينالين والنورالدرينالين، فهم يجعلون الطفل مشحونا بالغضب وعرضة للإصابة بأمراض السكر، والضغط، والتبول اللا إراداي، وصعوبة في النطق، والنسيان، والاضطرابات النفسية الأخرى.
على الأم أن تحاول جاهدة الفصل بين ما تتعرض له من ضغوط وأعباء وبين طريقة تعاملها مع أطفالها الذين لا يعون ماهية عالمنا المكتظ بالقلق والتوتر والإنفعال، ذلك لأنهم يسكنون عالم آخر هو عالم البراءة حيث الراحة النفسية، والنقاء والصفاء، لذا وجب الحفاظ على بقائهم في هذا العالم الأكثر ملائمة لهم ولكيانهم. يجب على الأم أن تكون صديقة لأولادها، وبالتالي فإن الصداقة ليست بها عقاب أو تهديد أو وعيد، وإنما فقط حوار ومناقشة وتفاهم، أما بالنسبة للأطفال الأقل من 4 سنوات، فيجب على الأم أن تفهم أنه لا يفهم ما يفعل، حتى إذا قام الطفل بضربها فإنه لا يقصد ذلك وإنما يقصد المداعبة.
إذا كانت العصبية بسيطة فعلى الأم أن تلجأ إلى الله وتستعين به، وتقرأ وتشاهد محاضرات الاستشاريين التربويين وخبراء التنمية البشرية، حتى تعرف كيف يمكن أن تسيطر على عصبيتها، أما إذا تعدت حدودها في العصبية، وشعرت بالخطر على أطفالها فهذه حالة أخرى تحتاج لعلاج نفسي.
شاهد أيضاً
لغة الحوار …بقلم د/ وسام فاروق ماجستير ارشاد أسرى دكتوراه صحة نفسية ….
تكثر عادة المشاكل بين الزوجين وتتعدد الأسباب باختلاف الشخصيات واختلاف مفاهيم التربية والمبادئ والأفكار ..ولكن …