ظل يصيح بكامل قوته وهو يقف في منتصف الطريق ،حافي القدمين ،اشعث الشعر،رث الثياب
السيل جي ،السيل جي مش هيسيب فيها حي
كان عم عتمان الملقب بمجذوب القرية،دائم الصراخ والصياح وترديد عبارات غريبة متجانسة ،لم يسمع له أحد فهو في نظرالجميع المجذوب فاقد الأهلية ،مر شهر كامل وهو لا يتوقف عن الصياح، وفي آخر يوم من الشهر ،توقف عن صياحه وظل يردد بصوت خافت جي جي بقي علي ابواب الحي وفي منتصف ليل حدثت الفاجعة السيل، كان الجميع نيام وتدفق الماء بسرعة جنونية ودخل علي أهل القرية منازلهم ،استيقظت القرية وهي فزعة ، الجميع يصرخ، غرقي في كل مكان ،وعم عتمان يجلس علي صخرة عالية في مدخل القرية ويلطم خديه
وجاء الصباح ،لم يكن صباحا عاديا ،وكأن طوفان سيدنا نوح عاد من جديد، مئات الغرقي ،الجثث طافية علي وجه المياه ،الأمهات تعوي وتنتحب والرجال تلطم الخدود وتشق الجيوب وعم عتمان علي نفس الصرخة يردد
عدا وخد كل حي
أنا قلت كتير انه جي ،صدقت يا عم عتمان لم نعي لما تقول الا بعد فوات الأوان