تحدثت فى الجزء الاول من المقال عن ظاهرة العناد عند الاطفال وأسبابه
وسأوضح فى الجزء الثانى عن كيفية التعامل مع هذه الظاهرة وتعديلها
ولكن قبل التعديل يجب ان نكون على دراية بأنواع العناد عند الاطفال
💥هناك عدة انواع مختلفة من العناد عند الاطفال 💥
تتوقف على حسب المرحلة العمرية ،وعلى حسب احتياجات الطفل وعامة هناك ثلاثة انواع رئيسية
🌸عناد بغرض الاستكشاف :
وهذا من خصائص وسمات المرحلة العمرية من ٢_٦ سنوات ويكون العناد هنا رغبة من الطفل كما ذكرنا سابقا لاعادة اكتشاف العالم والعلاقات من حوله
🌸عناد بغرض السيطرة :
ويكون هذا بين الاطفال وبعضهم البعض ويمارسه الاطفال لكى يثبت سيطرته على بقية الاطفال ،وخاصة اثناء اللعب ويشيع هذا النوع لدى الاطفال اللذين يعانون من فرط الحركة وتشتت الانتباه
🌸عناد بغرض العقاب :
هذا النوع يكون فى كل المراحل العمرية تقريباً حتى البالغين ويكون بغرض عقاب الطرف الذي يفرض القواعد ويكون بهدف التنفيس والتعبير عن النفس وعن الغضب والرفض لهذه الأوامر.
وهو أيضاً من صفات شخصية الطفل الذي لا يلتزم بالقواعد وكثير من الآباء والأمهات لا يجيدون التعامل معه بشكل صحيح.
🌸ماهى اعراض او علامات العناد عند الاطفال ؟
♦رفض تنفيذ أي أوامر حتى لو كانت الأوامر فى مصلحته.
♦التمرد على قواعد كان الطفل يلتزم بها مسبقاً.
♦الصراخ والإعتراض بدون أسباب منطقية.
♦تعمد الرفض أمام الغرباء وفى الشارع والمحلات.
♦الجدال الكثير والاسئلة حول القواعد والقوانين.
والان كيف اتعامل مع طفلى العنيد ؟
هناك اكثر من طريقة للتعامل مع الطفل العنيد على حسب عمر الطفل وحسب الموقف .
✍️ سأتحدث عن هذه الطرق ،وسأوضح متى نستخدمها وفى اى موقف .
🌟التغافل والهاء الطفل :
في المراحل العمرية الأولي يكون الطفل في مرحلة تعلم وإستكشاف وليس لديه قدرةعلى التحكم في رغباته وفضوله وذلك وفقاً لعلم نفس النمو و الخصائص العمرية للأطفال من الميلاد وحتي سن سنة وأيضاً وفقاً للصفات و الخصائص العمرية للمرحلة من سنة وحتي 3 سنوات .
لذلك من الخطأ أن نسعي لتعديل سلوك الطفل في هذه المراحل لأن الطفل ليس لديه مشكلة أصلاً بل كل ماعلينا هو أن نصرف إنتباه الطفل عن ما يطلبه ونعرض عليه إختيارات أخري أو نغير المكان الذي يجلس فيه أو نتمشي معه في الخارج ونتغافل تماماً عن السلوك أو الحوار مع الطفل حوله لأن هذا يأتي بنتائج عكسية ويعمل على تثبيت السلوك وليس تغييره .
لذلك في المرة القادمة عندما يبدأ الطفل في الصراخ أو العناد من أجل الحصول علي شيء ما كل ما عليك هو التفكير في وسيلة تشتت بها إنتباه الطفل وتجعله ينسي ا كان يصرخ عليه أو يريده وستجد أن الأطفال في هذه المرحلة سريعاً ما يتششتتون
🌟تفسير سلوك الطفل على نحو خاطئ :
كثير من الأباء يتعامل مع سلوكيات الطفل على أنها تحمل معنى أكبر مما هي عليه فبدلاً من أن يفسر سلوك الطفل على أنه إحتياج أو دوافع أو رغبات عند الطفل أو تعبير عن مايدور داخل الطفل يقوم بإسقاط سلوك الطفل عليه هو وهذا طبيعي جداً في علم النفس ولكن المربي يجب عليه التنبه لذلك.
(فيخبر نفسه أن الطفل لم يسمع كلامي لأنه لا يحترمني ، لا يستمع إلي ما أقول ، يتعمد إحراجي أمام الناس ، هو يشبه جده في هذا السلوك ، هو يعرف أن هذا السلوك يضايقني وبالرغم من ذلك يفعله)
كل هذه الافكار والمعاني الخاطئة التي يعطيها المربي لسلوك الطفل تجعله غاضباً ومستاءاً ويصبح غير مرن وغير صبور وغير هادئ أثناء التعامل مع الطفل في الموقف مما يجعل حل المشكلة أصعب وتتحول من مشكلة بسيطة لدي الطفل لمشكلة أعمق وأكبر.
لذلك عليك كمربي أن تخرج نفسك من المعادلة أثناء التعامل مع الطفل فالأمر أبسط من ذلك تماماً وهو يخص الطفل فقط بإحتياجاته البسيطة.
🌟عدم وصف الطفل بصفة العنيد :
الصورة الذهنية للطفل عن نفسه هي مصطلح هام جدًا يجب على كل مربي أن يفهمه وأن يدركه بشكل جيد لأنه يلعب دور هام جداً في تكوين سلوك الطفل وفي طرق تعديل سلوك الطفل .
سنوضح مفهوم الصورة الذهنية من خلال الأمثلة التالية :
طفل أخذ لعبة من صديقه بدون علمه وكان الطفل لايدرك معنى الملكية عندما أخذ اللعبة بعد هذا الموقف أمه وأبوه وجدته ومعلمته أخبرته وسألته ؛ هل أنت سارق ؟
أنت هكذا سارق وسيكرهك كل الأطفال .
ما حدث هنا كان أن الطفل لديه مشكلة في هم الملكية تحول لسارق وظهرت مشكلة لم تكن موجودة بالأساس وهي مشكلة السرقة عند الأطفال ويتعامل الطفل مع نفسه وفي سلوكه على أنه سارق ويأخذ أشياء لا تخصه أكثر وأكثر .
نفس المثال على الكذب الطفل لا يستطيع التفرقة بين الواقع والخيال ويقال له دائمًا أنت كذاب فتظهر مشكلة الكذب عند الأطفال ويبدأ الطفل في الكذب بداعي وبدون داعي لأن صورته عن نفسه التي رأها وعرفها من خلال المحيطين به على أنه كذاب فيتصرف وفقًا لهذه الصورة .
طبق ما سبق على العناد يتشبث الطفل برأيه في موقف ما أو يعبر عن رأيه بوضوح أو يمشي وراء فضوله ويشبع رغبته في الاستكشاف يجد أن أباه وأمه يقولان له دائمًا أنت عنيد أو أنت لاتسمع إلا نفسك أو أنت تفعل ما برأسك فقط، فيجد الطفل أن هذه الصفة متكررة وتحقق له أهدافه أو تضايق أبوه وأمه فيكررها إنتقاماً منهم ويقول للأخرين أنه يفعل كذا لأنه عنيد .
هنا الأب والأم خلقوا مشكلة لم تكن موجودة بالأساس بسبب عدم إدراكهم لطبيعة و كيفية تربية الأطفال بشكل عام لأنهم يبحثون عن حلول فقط. وليس علم ومعرفة حقيقية لذلك ننصح دائمًا كل أم وأب أن يأخذ دورة في تربية الأطفال تساعده على فهم التربية بشكل صحيح وشامل وستجدون لدينا في أكاديمية إشراقة أفضل دورة تساعدكم في هذا الأمر وهي دورة الوعي التربوي الشاملة لكل ما يخص تربية الأطفال من الميلاد وحتي سن ١٨ سنة .
🌟معرفة دوافع السلوك واحتياجات الاطفال :
من الخطأ أن نستعجل في إصدار الحكم على سلوك الطفل بأنه مشكلة سلوكية بل العكس هو الصحيح أخر شيء هو وجود مشكلة .
في البداية لابد أن نضع الخصائص والسمات للمرحلة العمرية للطفل كتفسير أولي لسلوك الطفل وهي تختلف من مرحلة لمرحلة.
وفقًا لعلم نفس النمو فإن الإحتياجات والدوافع و الخصائص العمرية للسن من ٣-٦ سنوات تختلف كلياً عن الإحتياجات والدوافع و الخصائص العمرية للأطفال من سن ٧-١1 سنة وطبعًا عن الاحتياجات والدوافع و الخصائص العمرية للمراهقين من ١٢ -١٨ سنة.
لذلك من المهم أن تكون كمربي لديك المعرفة العامة بالتربية بشكل عام لأن هذا سيجعلك تنظر لكل سلوك بعدة إحتمالات وليس على أنه مشكلة.
🌟نوبات الغضب والعناد :
أول حكم يصدر على الطفل عندما يغضب بشدة عند رفض طلب له أو لرغبته في تملك شيئ بأنه طفل عنيد مع أن الغضب والتمسك برغبة ما لا تعني إطلاقاً بأن الطفل عنيد .
نوبات الغضب عند الأطفال لها دوافع وإحتياجات وطريقة تعامل تختلف تماماً عن العناد ومن المهم أن يعرفها المربي لكي لا تزداد المشاكل السلوكية عند التعامل مع الطفل.
كذلك الطفل الذي لديه مشكلة في التركيز أو الطفل الذي يعاني من فرط النشاط والحركة كلاهما تفسير تصرفاتهم وطريقة التعامل معها تختلف تماماً عن العناد.
🌟القى بالكرة فى ملعب الطفل :
هذه الطريقة نستطيع إستخدامها مع الأطفال بداية من 4 سنوات إلى 18 سنة.
وهي تعنى عندما يبدأ الطفل فى العناد ألقى بالمسؤولية عليه وليس عليك أنت ، فقم بإخباره أنه يعرف الصح من الخطأ و المسموح والغير مسموح فهو حر فى اختياره لأن تبعات وعواقب الامر ستعود عليك وليس عليّ أنا .
فى هذه الحالة ستجد أن الطفل يختار الصح لأنه فقد الرغبة فى الممنوع ( الممنوع مرغوب) .
مثال توضيح:
الأم تريد أن تجعل الطفل يصلي وهي متأكدة أنه لم يصلي
الأم : لقد أذن الآذان هيا قم صلي
الطفل : لقد صليت
الأم : لكن أنا لم أرك تصلي؟
الطفل : لا صليت
الأم : حسناً أنا أنبهك فقط لكن أنت من سيأخذ الحسنات وليس أنا فصلاتك تخصك فلو كنت نسيت أو غير متأكد أنك لم تصلي فتضيع عليك حسناتك.
هكذا نساعد الطفل على أخذ القرار بنفسه ولكي ينشأ الطفل على تربية ايمانية صحيحة
🌟الاستماع الى الاطفال :
هذا الحل يمكن ان نستخدمه فى كل المراحل لكنه يكون أكثر تأثيراً فى الأطفال الأقل من 10 سنوات.
إذا لاحظ المربي أن الطفل يتخذ أسلوب العناد للفت الانتباه أو جلب الاهتمام فمن الأفضل أن يقوم المربى بالإهتمام والتحدث والإستماع إلى الطفل فى الأوقات الطبيعية والمواقف العادية وليس وقت العناد لكي يقوم بتوصيل رسالة إلى الطفل أن العناد لن يجعلنى أهتم بك.
ولأن هناك إختلاف في أنماط شخصية الطفل من المهم أن يعرفها المربي ويتعامل مع كل نمط بما يتناسب مع إحتياجاته.
وسيكون من الجميل والمؤثر فى الطفل جداً أن تهتم به فى وقت غير متوقع فمثلاً تذهب إليه وهو يلعب وتحضنه أو تقبله أو تشاركه فى اللعب بدون أن يطلب فهذا بدوره سيشبع إحتياج الطفل من الحب والإهتمام ولا تجعله يتخذ العنا وسيلة للحصول على مايريد.
🌿وأخيرا :عزيزى المربى كن سعيدا ان لديك طفل عنيد لان هذا معناه ان لديه عقل يستخدمه وشخصية يبنيها
وأهداف يسعى لتحقيقها
🙋♀️تحياتى 🙋♀️
انتظرونى مع مقال جديد من اجل صخة نفسية افضل لابنائنا