الادب والشعر

ذكري مولده – بقلم دعاء زيان -جريدة الماس الشرق

اليوم ذكري مولده وكعادتي كل عام تزينت وصففت شعري بعناية و ارتديت ثوبي المفضل ثم أخرجت دفتري الملون وقلمي الحبر الأسود وقنينة عطر المسك الخلاب، وضعت صورته بالحجم الكبير أمامي علي الطاولة، وامعنت النظر في عينية السواوين البارزيتن وفي ابتسامتة الجذابة ثم بدأت الكتابة :إليك حبيبي اليوم زكري ميلادك السابعة والأربعون
كالعادة لا يمكن أن انسي هذا اليوم الذي اهدتني فيه الحياة زوجي الحبيب، لم نحتفل به سويا منذ بضعة أعوام ،السنوات تمر طويلة جدا في غيابك ،تقسوا عليا جفوني احيانا و ترفض النوم من فرط اشتياقي إليك،أراك دائما في منامي قلقا ،اطمئن يا عزيزي كل شيء
هنا علي ما يرام
،أنا والأولاد في احسن حال ولكن نفتقدك بشدة، ما زال كل شيء كما تركته ،ملابسك ،قداحتكوسجائرك ،كتبك الكوميدية وهاتفك ،حتي رداءك الاخير يغسل ويعلق في موضعه ،أنفاسك في المكان لم تفارقه ،
صوتك ما زال يتردد في اذاننا وانت توقظنا لصلاة الفجر ، دعني أخبرك سرا كريم أصبح يشبهك تماما، بدأت لحيته في النمو، نبرة صوته كأنه انت، أما خالد فأخد ابتسامتك وذكاءك ،نسخة صغيرة منك بينا أما أنا فبدأت استعد للقاء منذ رحيلك
جهزت كل شيء وفقط انتظر، وها انا اكتب الخطاب العاشر الذي أعلم أنك لن تقرأه ،عطرت الخطاب ووضعته في ظرف ملون جميل وعطرته هو الاخر ثم قبلته عدةمرات متتالية واحتضنته طويلا ثم وضعته في درج المكتب بجانب التسعة خطابات السابقة واغلقت الدرج وعدت لصورته اتحسسها حتي وصلت الي ذلك الشريط الاسود علي طرف الصورة فاحتضنتها وبدأت في بكاء عنيف حتي هاجمني النوم وانا ما زلت احتضن الصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى