إلى هؤلاء الذين ينهال عليهم فضول فكرهم، ولا يكتفون بالسؤال عن الحال، بل يتعدون ذلك إلى عدد الأولاد وأعمارهم، وكيف تعرفت على زوجك ؟ ولماذا تأخر الإنجاب؟ ولم لم تتزوج أختك؟
كفوا خناجر أحرفكم عن الخلق رحمكم الله، حتى لا يضعكم الله في نفس ظروفهم كي تذوقوا وبال ألمهم..
هي كانت تبحث عن توأم روحها، لتحتمي به من صقيع الوحدة، وضيق العزلة، ليشاركها مسؤوليات حاضرها، وأحلام مستقبلها،ولكن سوء قدرها لم يرزقها سوى بابن أمه المدلل الذي لا يمتلك أي قرار، وزمام حياته بيد أخيه وأبيه وأمه، فعانت معه نفسيا حتى خرجت بأقل خسارة، ففضلت لقب متأخرة عن الزواج عن لقب مطلقة وتعول..
فلا تبتئس لحالها فهي من قررت وتحملت مسؤولية ذلك القرار، كما أنها شخصية ناجحة متميزة سوية الفكر، ربما لو تزوجته هروبا من شبح السؤال لسكنتها الأمراض النفسية والعصبية ولباتت نزيلة الأزمات، دعها وشأنها فإما أن تتزوج رجلا مكتمل الرجولة أو لا داع للاحتماء بجدار قابل للانهيار ربما كانت هي أول ضحاياه.
وتلك التي لم يمن عليها الله بالانجاب، ربما لو رزقت لكان طفلها عاق يشقي أيام راحتها، ولا يتق الله فيها، فتلك إرادة الله وحكمته، وهي تحمل الرضا والقناعة بين جنبات إيمانها، فلا تشفق عليها لتغتال صبر طاقتها.
وتلك التي سألتها عن عدد أبنائها وزوجها ربما كانت تعاني من وسواس الحسد، وقد تجلس طيلة نهارها وليلها تفكر في سؤالك وماذا سيحدث لأولادها؟
فكف إيذاء فضولك عنهم، فالكل مثقل بالأعباء ولا يعيش بهناء كما تتوهم، فالدنيا دار شقاء، فلا تكن أنت وهي عليهم.
فالجميع ليس مطالبا بتقديم سيرته الذاتية لك ليشبع تطفل رغباتك، بربك اجلس بصمت أو ارحل بأدب دون أن تنتهك خصوصية الآخرين بحماقة تطفل فكرك.
Check Also
مبادرة “افتح لقلبك حياة” نوفارتس ومعامل ألفا توقعان اتفاقية تعاون لتمكين مرضى تصلب شرايين القلب من خفض مستويات الكوليسترول
كتب : ماهر بدر المؤسسة العلمية للقلب والشرايين (CVREP): 46% من حالات الوفاة في مصر …