أخبار عاجلة

بداية ألم -بقلم : أ/أمنية عبد الرازق أخصائي تعديل سلوك رئيس قسم الأمومه والطفوله والصحه النفسيه جريدة الماس الشرق

ا

يقول أنطونيو غرامشي : تكمن الأزمة في أن القديم يحتضر والجديد لم يولد بعد ، وفي ظل هذا الفراغ تظهر أعراض مرضية غاية في التنوع .

وما أقصده هنا هو الإيذاء والإساءة والجروح التي لم تلتئم ، تلك الجروح الغائرة العميقة التى جعلتنا فقدنا أنفُسنا ، ذلك الإيذاء الذي حدث من أشخاص توقعنا منهم المحبة وانتظرناها منهم ، فوجدنا نفسنا تائهين خاسرين توقعاتنا وإحتياجاتنا .
ربما يكون بداية هذا الألم والإيذاء من الأسرة ، نعم الأب والأم ، فبعض الآباء يدمرون أبنائهم قبل أن يدمرهم أى شئ آخر ، فيظل الطفل يخفى ما بداخله من شعور حتى يكبر فيصبح شخصاً تائهاً مريضاً ، بداخله ثقوب نفسية لم يتم إشباع إحتياج هذه الثقوب من الأهل .
فنجد أشخاص يسعون لسد هذه الثقوب وتصليح هذه التشوهات ومنهم من يمهد له القدر وتضعه الظروف فى دائرة الأوجاع من علاقات مسمومه كى يصلح الجزء الداخلى المشوه فيسد هذه الثقوب ، وآخرون يحاولون ملؤها بطرق خاطئة لأنهم فاقدين الوعي بمرضهم الداخلى أمثال إضطرابات الشخصية النرجسية او السيكوباتيةالتي أثبتت الدراسات ان هذة الإضطرابات سببها التربية الخاطئة من الأسرة الغير واعيه بمعنى التربية وبمعنى الحب اللامشروط فيصبحوا هذه الشخصيات أكثر خطر على المجتمع .
وربما يكون هذا الإيذاء والجرح بسبب أقارب أو أصدقاء أو معلمون او مديرين في العمل أو علاقات عاطفية ، فكانت علاقات تسودها الكلام الجارح والنظرات السلبية ، ولكن التجهيز النفسي للفرد منذ كونه طفلاً يفرق في تعاملاته مع متغيرات الحياة وأيضاً طبيعة جذبه للأشخاص في حياته .
فمستقبل علاقتنا يصنعه ماضى علاقتنا ، فالقديم يحتضر.

القديم يحتضر لعل وعسي نقوم بترميم الجزء الذي تشوه داخلنا.
القديم يحتضر كي نتخلص من الأذى والإساءات والجروح العميقة.
القديم يحتضر كي تصلح علاقتك بنفسك أولاً ثم تصلح علاقتك بمن حولك.
القديم يحتضر كي نتمم عملية التشافى والتعافي .
القديم يحتضر كي نغفر ونسامح ونتغير.

فدعوة لكل أب وكل أم ابحثوا جيداً عن الجزء المفقود داخلكم كي تصبحوا أصحاء نفسياً فتربوا أجيالاً صحية نفسياً .

عن admin

شاهد أيضاً

الحفاظ على الهدوء خلال فترة الامتحانات – بقلم مروه حمدى – باحثه دكتوراه جامعة عين شمس

تُعد فترة الامتحانات من أكثر الفترات التي تثير التوتر والقلق لدى الطلاب، حيث تتزايد الضغوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page