Breaking News

السعادة في الدنيا حقيقة أم وهم ” بقلم أستاذة /هدي حمدي


مرشد نفسي و أسري و تربوي- مدرب معتمد في تطوير الذات

مع انقضاء عام مضي و عام جديد ..لا نعلم بماذا هو آت لنا …
دعونا نسأل انفسنا …هل بامكاننا تغيير العالم … هل بامكاننا صنع مستقبل أفضل لأنفسنا او من نحبهم ؟! هل بامكاننا ان العيش بسعادة؟؟
سؤال محير و اجابته تدعو للتأمل و التفكير .
حقا ان لدينا الكثير لنعيشه في هذه الدنيا، لكننا في معظم الأوقات نتغافل عن هذا الكم الهائل من القدرات ، و تلك النعم التي لا تحصي و التي من شأنها أن تجعلنا نعيش حاضر مبتسم و غد مشرق .
المشكلة الاولي: كلها تكمن في ان كل منا يربط سعادته بمتغير ..
بإنسان يقلب مقلب القلوب قلبه، بعمل ليس دائما و رزق متغير و اشخاص لهم توقعات و اهداف تختلف تماما عن تلك التي نفكر فيها نحن ..
نربطه بانجاز اذا لم نحققه نشعر بالاخفاق. باشخاص راهننا عليهم و خذلونا…

و يقول الامام الشافعي:
كٌلما تعلقتٌ بـ شخصٌ تعلقاً أذاقكْ الله مٌرّ التعلقٌ لـ تعلم أن الله يغار على قلب تعلق بغيرهٌ”

إذا إن تعلقنا بالاشياء المتغيرة و الاشخاص لا يجلب لنا سوي التعاسة ..
في حين ان هذا لا يتعارض مع الطموح و السعي و حب الاشياء و الاشخاص..
لكن لا تجعل سعادتك مشروطة علي حدوث شيء او مبادلة شخص نفس كم الحب.و التعبير بطريقة ترسمها انت في خيالك.

اما المشكلة الثانية :
فهي اننا دائما ما نترك ما بإمكاننا تغييره و نظل ننعي حظنا فيما هو خارج تحكمنا..
فعلي سبيل المثال :
ليس بيديك تغيير الطقس لكن بامكانك ارتداء ما يجعلك تشعر بالدفء .
ليس بامكانك منع المرض ..لكن بامكانك تحسين صحتك و الحفاظ عليها.
ليس بامكانك جعل شخص يحبك… لكن بامكانك معاملته بحب و بشاشة.
ليس بامكانك تغيير العالم..لكن بامكانك الثقة في خطواتك و بصمتك التي لا مثيل لها في هذا الكون .
ليس بامكانك أن تغير المستقبل .
لكن بامكانك ان تعيش الحاضر بمعطياته و تري ايجابياته مهما كانت بسيطة.
ليس بيدك ان تجعل من حولك يعاملونك بلطف.لكن بيدك منحهم ابتسامة بشوشة مطمئنة.
ليس بامكانك منع الضغوط و الصدمات ..
لكن بامكانك التدرب علي الصمود .

اذن من اين تأتي السعادة ؟! و كيف أحصل عليها!؟
هل السعادة ان احب نفسي و اعيش لأجلها وقتها ساكون اناني..ام اتفاني في خدمة الآخرين و اقدم الخير ثم لا اجد من يتفاني لأجلي ..
هل السعادة في ان احصل علي ما اريد وقتما أريد .. ام ان احقق اعلي المناصب او في رصيد من الأموال.
سوف أرد علي كل هذه الاستفسارات بسؤال بسيط:
” لم نري السعادة المفرطة في عيون طفل بريء اتي الدنيا قريبا..؟!!”
لان نفسه لم تحقد . و قلبه لم يكره.
لا يفكر فيما ليس لديه فقط ينظر للعالم بشغف و يسعي للأمان
وصفتي لكم مع حلول عام جديد للسعادة في الآتي :
ان تحاول في كل لحظة مهما اعيتك الهموم و اثقلتك الضغوط ان تكون مثل هذا الطفل..
ان تسعي للأمان….
و الامان ياتي من القناعة و الرضا…
في ان ما اصابك ما كان ليخطئك..
القناعة بما نملك و استمتاعنا بالمتاح يجعلنا نشعر اننا نملك العالم.. و علي العكس، وقت ما تسلل السخط الي قلوبنا كاللص ..سرق سعادتنا و استمتاعنا باللحظة و ظل يقذف في القلوب الخوف من المستقبل و الحزن علي ما فات.
إذا النصيحة الأولي هي : القناعة

ولا اجد ما هو اكثر بلاغة للفوز بالسعادة من قول الامام الشافعي
“وعاشرْ بمعروفٍ وسامحْ من اعتدى … ودافعْ ولكن بالتي هي أَحْسَنُ.لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ … أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ”
اذا نصيحتي الثانية : التسامح
فالتسامح لا يدفع العداوة و فقط..
بل ينير قلب صاحبه .. و يزيح الهم عنه.
و كم من قلب ملأته الضغينه . كان يؤذي صاحبه.. فلا يجد الحب مكان يسكن فيه وقتها.
و أخيرا.حقا ان عصر المعجزات قد انتهي …لكن قد تصنع المستحيل بطيب الخطاب و بشاشة الوجه و سلامة القصد و النية.
اذا نصيحتي الاخيرة للوصول للسعادة هي تجديد النية مع الله و لتكن خالصة لوجهة .
و سوف تجد وقتها سعادة حقيقية عندما تعامل الناس و انت ترجو رضا الله و فقط..
سوف يهون وقتها تعبك و لن تنتظر المقابل و تتوقع الاسوأ
اما عن تغيير المستقبل ..فكل ما سبق قادر علي ان يجعلك شخص مؤثر فيمن حولك..
و بالتالي قادر علي صنع مستقبل هو بيد الله و انت احد جنوده الاقوياء
دعونا نودع سنة ماضية بأمل في جمال ما هو قادم .
فإن كل متوقع آت .

About admin

Check Also

بعض طرق التعامل مع الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم بقلم أ/ بسنت أيمن معلمه اطفال دراسات عليا في الطفوله

*بعض طرق التعامل مع الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم:-تعزيز الطفل دائما بالكلمات الإيجابية لأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page