أخبار عاجلة

تهنئة واجبة…. بقلم دكتور سلوى سليمان

أيام قليلة ويبدأ عام جديد يحمل في طياته أمنيات وتطلعات بأن يكون مختلفا، تجوب بين أرجائه طموحات وأحلام تصول وتجول كي تتحقق غايات مختلفه تغدو بكل ما هو مميز في سياج من المحبة، وفكر يصبو أن يتغير، وكوامن تتطلع أن تزهو…

إلا أنه دائما ابدا تنطلق الهشتاجات الدارجة بأن لا نهنئ من لا يعتنقون دينا غير ديننا،من منطلق أنه غير مقبول دينيا، دون وعي فكلها اجتهادات يفترضها من يفتقد أصول المعلومة فهل يجوز أن أسلم بمعلومة دون الرجوع إلى مرجعية تؤكد أو تنفي، لكن مازال فحيحيها يؤلم من يدرك أبعاد الحقيقة، ولحسن الحظ وبوجود من يرفض السخف والتشتت وان يظل رباط الوحدة بين الأقباط والمسلمين وبينهم وبين مصر قويا راسخا، لذا نجد هذه الأصوات خفتت اليوم، وكادت أن تتلاشى وقلت للحد الذي أوشكت فيه على الاندثار، وهذا أن دل على شئ فأنما يدل على تقبل الاختلاف بيننا وبين الآخر .. ومن ضمن هذا الاختلاف اختلاف الديانة، فتلك حقيقة ثابتة لا مجال للجدال فيها، ومن حقنا كأخوة أن نعيش في ربوع وطن واحد وأن نهنئ بعضنا بعضا في اعيادنا المختلفة، فلنا كل الشرعية جميعا الاحتفال بالأعياد بكل أريحية،فلما نضع الحواجز، ونقيم الجسور بيننا ونحن نعيش على أرض مجيدة لجأت إليها الأسرة المباركة ناشدة من رحلتها الأمن والأمان، فما أن وصلت أرض مصر إلا وتنقلت في كل جزء فيها شمال وجنوب وغرب، من الدلتا حتى صعيد مصر وبالفعل ظلت آمنة لحين رجعت برحلتها من حيث أتت إلى أرض فلسطين عندما تغيرت الأمور، بيد أننا نجدها وجدت ضالتها وغايتها في مصر وتركت بركاتها على أهل مصر فكيف لنا إذن أن نفرق بين كيان واحد يحيا في سلام وأمن بكل محبة وإخاء.

ولا نغفل في هذا المحفل جهود الدولة الحثيثة على كافة المستويات والتي أثرت فعليا على زيادة الوعي ولم يبقى إلا القليل من عقول تعيش في غيابة الضلال والعصبية الغير مبررة..

لماذا لا ننطلق جميعا ونقول سنة جديدة سعيدة على الجميع ممن يعيشون في مصر والعالم، لماذا نساعد المغيبين، المتألمين من الوحدة، ممن يريدون أن يهدم هذا البناء الذي شيد منذ ألاف السنين، فلننطلق بكل سعة صدر صوب اخواننا الأقباط لتقديم التهاني أيا كانت الوسيلة كي نبدأ عام مختلف، متحدين أقوياء كدرع يحمي وطننا بقوتنا وائتلافنا، ولا ندع المجال لأحد أن يهشم رايتنا ويشعل فتيل الفرقة.. معلنين أننا سنظل جسد واحد يحوي أفئدة كثيرة لكنها متألفة
سنة جديدة سعيدة على أقباط ومسلمي مصر وكل العالم…

عن admin

شاهد أيضاً

البقاء لله

يتقدم سيادة المستشار حسن حميدرئيس مجلس إدارة جريدة الماس الشرق والقسم الثقافي بالجريدة وجميع الأقسام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page