أخبار عاجلة

“احمي طفلك” بقلم / هدى حمدى مرشد أسري و نفسي و تربوي متحدث تحفيزي مدرب معتمد لتطوير الذات



لا شك أن التحرش أصبح خطر يهدد أمن أولادنا النفسي .. و يؤثر علي شعورهم بالأمان المعنوي ..
تكمن خطورته في انه عدو خفي لا يتم الإفصاح عنه بسهولة بسبب عادات و تقاليد المجتمعات الشرقية .

ليس التحرش الجسدي فقط هو ما نحن بصدده هنا .. بل علينا ان ندرك ان كل ما يهدد مساحة الطفل الآمنه و يؤثر علي نموه النفسي يعتبر تحرش.
فهناك التحرش اللفظي و هو توجيه اي لفظ خارج للطفل و الذي يمكن بدوره أن يؤذي مشاعره ، و التحرش بالإيحاء و الذي يشمل أي تصرف خارج أو إيماءة أمام الطفل .

و يعد صمت المجتمعات في الافصاح عن الكثير من حوادث التحرش من اهم عوامل انتشار هذه الظاهرة بشكل عام و بين الأطفال بشكل خاص ..
حيث أن الطفل الذي يتعرض للتحرش غالبا ما يكون لديه نقص قوي في أحدي أو بعض الحاجات النفسية الأساسية ..
و أهمها التقبل و الحب ..
بالتالي يكون لديه شيء من الحرمان العاطفي الذي يؤدي به إلي تقبله بوعي أو دون وعي لمثل هذه المحاولات ..

السبب الثاني هو عدم خلق بيئة آمنه للطفل و الذي بدوره يجعل الطفل يشعر بالخوف من التعبير عما يشعر به أو يتعرض له .. و هذا ما نسميه بفقر الذكاء العاطفي و الذي يعتبر احد اهم ما يميز شخصية الإنسان.

فضلا عن ذلك، من اهم الاسباب التي تساهم بشكل كبير في زعزعة ثقة الطفل بنفسه و ضعف شخصيته و من ثم قبوله للتحكم فيه و استغلاله بشتي الطرق.. هي طرق التربية الخاطئة من تحكم و سيطرة زائدة للأهل مما يمحي شخصيته و يجعله تابع ..
و هنا تبدأ المشكلة.
و قد أوضحت العديد من الدراسات التي تم إجراءها في العديد من الدول ان الاطفال الذين يتعرضون للتحرش دون اكتشاف ذلك في وقت مبكر و تداركه و علاجه نفسيا .. يكونوا أكثر عرضه للإضطرابات النفسية، و الاعراض الإكتئابيه ، و العديد من المشاكل النفسية الأخري مثل الخجل و الانطواء الزائد أو العنف تجاه المجتمع كرد فعل لكتمان ما تعرض له.
و أخيرا تم التوصل الي ان برامج التوعية و التي ساهمت بشكل كبير في الحد من مشاكل التحرش و التي يجب ان تطبق في المدارس و جميع دور التنشئة و تقوم علي الخطوات التالية:
التوضيح للطفل كيفية التعرف على الاعتداء الجنسي أو التحرش والطريقة التي يفترض أن يتصرف بها حيال تعرضه لمثل هذا الموقف، وأيضا تشدد على أنه لا بد وأن يقوم بالإبلاغ للوالدين أو للمدرسة أو اقرب شخص موثوق فيه دون أن يخجل أو يخاف من الشخص المعتدي مهما كان حجمه أو عمره أو صله قرابته للطفل، وهو الأمر الذي رفع من نسبة إبلاغ الطلاب الذين تلقوا هذه الدورات وبالتالي أمكن حمايتهم من التعرض لمثل هذه المواقف مرة أخرى.

و في رأيي هذا لا يتم بمعزل عن دور الأسرة حيث يجب ان تتم هذه البرامج بشكل متوازي مع عمل ورش عمل للأمهات تؤكد علي الآتي:
ضرورة احتواء الطفل و بناء جسر من التواصل معه يشعر فيه بالارتياح للتعبير عما بداخله .

توعيتهم بأهمية الاصغاء الجيد لاي شكوي من جانب الطفل ضد المتحرش مهما كانت درجة قرابة هذا الشخص.

عدم ترك الطفل بمفرده مع الغرباء لمدد طويلة دون رقابة مهما كانت صلته أو درجة قرابته.

عدم ترك الطفل بأي تساؤلات غير مجاب عنها. لاننا بذلك نسمح للمعلومات المغلوطة التي من الممكن ان يستقيها من مصادر غير موثوق فيها.

القيام بإلإيضاح و التمييز بين اللمسة الآمنة و غيرها و حدوده و مساحته الشخصية التي لا يمكن لأحد تخطيها ماعدا المقربين من أب و أم.
و من الأفضل ان يتم هذا بدءا من سن الحضانة و المدرسة و هذا نظرا لوجود الطفل أوقات طويلة خارج المنزل بدون رقابة الأهل فينبغي مناقشته و تحضيره لذلك باستخدام انشطة مختلفة التي تناسب المرحلة السنية مثل :
القصص المصورة ، لعب الأدوار، الفيديوهات المصورة التي بإمكانها توصيل المعلومة بشكل شيق و ممتع.‼️

و قبل كل هذا ، ان طرق التربية التي تعمل علي خلق شخص واثق في نفسه ، قادر علي اتخاذ القرار ، لديه من الانفعالي الذي يمكنه ان يعبر عما بداخله دون خجل سوف يجنبنا تفاقم المشكلة باكتشافها مبكرا عند حدوثها و محاسبة المعتدي حسابا رادعا…
اللهم احفظ أولادنا و بناتنا .

عن admin

شاهد أيضاً

إرشادات لتقليل العناد عند الأطفال بقلم أ / بسنت أيمن معلمه أطفال أخصائي تعديل سلوك أخصائي صعوبات تعلم أخصائي صحه نفسيه دراسات عليا في الطفوله

إن كان لديك طفل تصفه بالعناد فأولا يجب عدم وصف الطفل طوال الوقت أنه عنيد..وأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page