بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
يمكن القول أن وسائل التواصل الإجتماعي كأداة تعاون وتشارك تربط المستخدمين بعضهم ببعض هي مفتاح رئيسي لإيصال الخدمات الإجتماعية للمواطنين كما أنها وهذا هو الأهم تساعد الناس على الإشتغال بالسياسة وصنع القرار لأنها تُسهل عمليات الإقناع والشرح للجمهور عبر المعلومات ووسائل الإتصال المتاحة ومن هنا تكمن أهمية شبكات التواصل الإجتماعي في دعم أو هدم التطور الديموقراطي والإصلاحات السياسية !
المتأمل للمشهد السياسي العالمي يلاحظ التغيرات السريعة العنيفة التي بدات في العقد الثاني من هذا القرن ، فمثلا في الديمقراطيات الغربية عدد لا بأس به صَوّتَ لصالح المرشحين الشعبويين والذين لهم ميول سلطوية
والسبب في هذا الإتجاه في التصويت لمثل هؤلاء الشعبويون لكثرة الشكاوي والإخفاقات الثقافية والإقتصادية والسياسية التي حَلّتْ بالمجتمعات العربية في الأتمته أي إدارة الأجهزة الميكانيكية أو الألكترونية في المصانع والتي تحل محل حواس الملاحظة عند الإنسان وتوفر عليه بذل الجهد وهكذا يتم الإستغناء عن الناس في العمل ، علاوة على التقشف الذي أصبح سياسة الدول والعولمة ومشاكل اللاجئين والتغير المناخي ،فمثلا الربيع العربي في عام 2011 الذي عَمّ شمال إفريقيا والشرق الأوسط خير مثال على الإحتجاجات والثورات التي أحاطت بالأنظمة الإستبدادية ،
وقد إندلعت إحتجاجات قوية أيضا في التشيلي وهونج كونج وإيران وروسيا وفنزويلا أيضا . ألم تُوقف بعض الدول تقنية الشبكة العنكبوتية كي ينقطع الإتصال بين الناس ؟ أليس هذا الدليل القوي على تأثير السوشيال ميديا فيما يحدث في أي بلد؟ كثيرًا من المحللين يقولون أن الشبكة العنكبوتية بوجه عام والسوشيال ميديا بالأخص تلعبان دورًا رئيسيًا في تضخيم السقطات الإقتصادية والسياسية وحتى الثقافية عبر العالم ، كما يقولون أن كل منهما له التأثيرات المستقلة والخاصة في السياسيات في كل من الديموقراطيات والأنظمة الإستبدادية .
كما يجب الاّ ننسى أن وسائل التواصل التقليدية مثل تلصحف والإذاعات والتلفاز لها تأثير هام على البرامج السياسية في بعض الأقطار . لا أحد منا يستطيع أن ينكر دور شبكات التواصل الإجتماعي مثل ، توتير ، وفيسبوك على تشويه أو تمجيد المفاهيم خلال الدعايات السياسية !! تُستعمل هذه الوسائل لبث معلومات غير دقيقة تنساب كالماء في قطر ما !
ولقد صرحت ثلة من الأكاديميين المختصين بمراقبة وسائل السوشيال ميديا كيف أن الدعاية فيها إما أن تعيق التطور الديموقراطي أو تدفع به إلى الأمام ولأن كثيرًا من شعوب العالم تستعمل حتى وسائل إعلام رقمية ومنها يستقون معلوماتهم إما الخاطئة أو الصائبة! كيف يحدث هذا ؟
في بعض الأحيان ولأغراض سياسية بحته يتلقى نصف من لهم حق التصويت أخبارًا كاذبة عبر الفيسبوك ولكنهم يصدقونها لأن ثقافات ومؤهلات أفراد أي مجتمع في العالم ليسوا سواء . وهكذا قدمت وسائل التواصل الإجتماعي تحديات جديدة لفرض السياسات الإستراتيجية كما أنها تقدم منصة مجانية للمشاركةالشعبية في شؤون الدولة وتعطي المواطنين فرصة سانحة للتعرف على سقطات وخيبات الدولة وسياساتها ، يُضاف إلى هذا أن بعض الدول تتبنى أهمية دور وسائل التواصل الإجتماعي في التغذية الإسترجاعية سواء كانت سلبية أو إيجابية كما أن هذه الدول قد تستعمل نفس شبكات التواصل الإجتماعي لديها لنشر أخبار زائفة .