almasalsharq
مقالات مشابهة
…………………
الأقدار تأتي دائما على غير رغبات البشر فيستصعبونها ويجزعون منها
لجهلهم بما خلفها من حكم غالية أرادها القادر سبحانه وتعالى،صاحب الأسماء والصفات التي يعلمها الجميع،لكنهم لم يفهموا
مراده سبحانه وتعالى منها حين أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم،.
وبما أن الكلام عن الأقدار،فمن أسماء الله عزّ وجل الضار النافع وهو اسم مكون من الكلمتين،فلا يجوز أن تقول الضار فقط دون النافع،إنما يقرأ هكذا “الضار النافع”
لأن الضرر من الله ظاهريا فقط،لكن بداخله النفع والفائدة، لتحقق المنفعة المرجوة من قضاءه
سبحانه وتعالى لعباده،سواء كان القضاء عام أو خاص لعبد بعينه.
فعلي أهل الإسلام والإيمان أن يتفقهوا في دينهم حتى يعلموا ويستشعروا جماله وجمال ما من الله عليهم به من فضائل ورحمات
ظاهرة وغيبية،وعظمة دينهم الحنيف الذي ارتضاه لهم ربهم عز وجل.
والأقدار يا ساده شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم،بحديث غاية في الروعة والجمال حين قال
(لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع)
أي لو كشف الله عزّ وجل غيبه لعباده في اقدارهم سوف يختروا من تلقاء أنفسهم ما قدره الله عليهم ويقولوا هكذا أفضل..!!
يا ساده أحسنوا الظن بربكم،وكونوا على يقين أنه سبحانه وتعالى لن يحيف عليكم.
ولنأخذ العبرة من حياة نبي الله أيوب عليه السلام الذي قدر الله له المرض والفقر وفقد الأحباب وبغض قومه له من فظاعة مرضه الذي شاع خبره بينهم ورأوه رأي العين،ومع ذلك صبر وشكر فكان من الله عزّ وجل أن عوضه خير عوض، ورد عليه عافيته وماله وأهله وأصلح له زوجه.
ومحمداً صلى الله عليه وسلم،الذي
طرد من بيته وفارق أهله وهاجر بأمر ربه من مكة إلى المدينة،ورضي وصبر و شكر،فعوضه الله عن ذلك بما يرضيه ويسر خاطره، بفتح مكة واتساع رقعة الإسلام الجغرافية والمادية وانتشاره من مشرق الأرض إلى مغربها،ليس ذلك فقط بل دعوته مستمرة في أمته حتى بعد هلاكه إلى أن تقوم الساعة.
هكذا هي الأقدار.
