هناك فرق شاسع بين الثقة بالنفس والغرور والنرجسية في التعامل ، صحيح أن هناك فاصل صغير يفصلهم عن بعض ، لكنهم يختلفوا إختلاف كلي من وجهة نظري في المفهوم .
الثقه بالنفس : هي حب خالص لنفسك ، وثقه تامة بالله عز وجل ، ثم بقدراتك وبأنك خُلقت لتستحق الأفضل في كل شيء ، إيمانك بنفسك وبقدراتك كفيل أن يجذب لك كل ما تؤمن أنك تستحقه ويجعلك تعلوا بروحك عن كل ما يؤذيها أو يقلل من قدرها.
فالله سبحانه وتعالى خلقنا ليكرمنا وليس لإهانتنا بإستعطاف وتفضل من أحد علينا إما بإهتمام أو بإحترام ، أو بحب.
خلقنا لنحيا ونشعر بالحياة. ونشكره عليها لا أن نموت ونحن على قيد الحياة ونرفضها ونتمنى الموت في كل لحظة ونرفض نعمته التي أنعم بيها علينا.
إيماننا بإستحقاقنا للحياة هو ما يجعلنا نستمتع بعيشها ، يرسخ داخلنا فكرة أنه حقنا الطبيعي وأننا خلقنا من أجله لنستمتع بها ونشكر الله عليها .
ونشجب داخلنا فكرة أننا نسرق من الحياة لحظات سعادة ، ليست من حقنا .
من منا لديه القدرة على العيش في حياة يشعر في كل لحظة سعاده بها أنه يسرق شيء ليس من حقه ، يقتل داخله الإحساس والإستمتاع بنشوة الحياة والحب ، ويبني داخله تلال من الخوف وعدم الأمان .
الخوف من إنتهاء لحظة وشعور أدرك حينها أنه يحيا ومازالت لديه القدرة على الإستمتاع بالحياة.
أو عدم الأمان بإسترداد أشياء سرقها من الزمن وليست من حقه.
من منا يستطيع أن يحيا بهذا الشعور المهين ، القاتل لكل ألوان الحياه داخلنا وفي أعيننا .
كل فرد فينا تمر عليه أيام تجعله يتنازل فيها عن هذا الحق بإرادته لإعتبارات كثيرة تفرضها علينا الظروف ومشاكل المجتمع ، فيجعلنا نضع أولويات عن المطالبة بأبسط حقوقنا في الحياة ، ألا وهو حب أنفسنا وإعطائها قدرها المُستحق والتغاضي عن كل ما يؤذي أرواحنا مهما كانت قلوبنا تتعلق به وتريده ، وأنه لا يوجد في هذه الحياة من يستحق أن يعلو على روحك مهما كان ، وإننا لا نستطيع أن نعطي حب وإهتمام وأمان ومسئولية لأفراد ونحن من نرفض إعطائهم لأنفسنا على أبسط تقدير ، من أين سنعطي حب ونطلبه من أحد ونحن نبخل به علـى أنفسنا ، من أين سنمنح الأمان ونحن نفتقده ، ونرسخ داخلنا فكرة إننا نسرق من الحياة لحظات وسعادة ليست من حقنا ، من أين سنمنح الحياة لأفراد ونحن محطمون مُهملون ومُهشمون من الداخل نمنح حياة نرفضها ولا نشعر بها .
أما الغرور هو بُغض للنفس قبل أن يكون بُغض للآخرين ، تقليل من نفسك قبل أن يكون تقليل لمن حولك ، من أين ستعلوا على أفراد أجبرتهم بغرورك أن يروك أقل مما تدرك بتعالي فارغ . وأن ليس معنى أن الله ميزك في شيء أنه وضعك في منزله أكبر من محيطك ، فالله سبحانه وتعالى خلقنا درجات ليس ليفضل بعضنا على بعض، لكن لنكمل نواقص بعض ، فقد خلق كل فرد فينا لديه هبة وميزه داخله يتفضل بها عن من حوله ولكن أيضًا جعل غيرنا يتميز في شيء نفتقر نحن له ، وهذا ليس تفضيل لأحد على الآخر ولكن ليكمل كل منا الآخر ، ليحتاج كل فرد فينا للإكتمال بآخر.
فمن الغباء التعالي والغرور لأنك مثلاً خُلقت أغنى من الآخرين ، فمن الممكن أن تكون الأغنى لكنك لا تستطيع الحفاظ على هذا الغنى بغبائك، وانت تفتقر لملكة إدارة هذه الأموال ،
ومن الغباء التعالي بجمالك وأنت تفتقر لجمال روحك. وما إلى آخره ….
فمن الغباء التعالي على من حولك. بشيء منحك الله. إياه لحكمه، ويستطيع أن يسترد منحته منك في أي وقت لتجد نفسك أقل من كل مـن تعاليت عليهم، بشيء وارد زواله.
لانه في رأيي .
تمييزك في فكر، جمال، عقل، حكمه، أموال………..
هي هبة من الله توجب علينا شكره عليها ،
كل منا يتميز في شيء، ولكن أيضًا يفتقر لشيء.
وفي النهايه أحب أن أُنوه أن الثقة بالنفس هي إيمان وليست غرور لكن. هناك شعره تفصلها عن الغرور إحذروا من عدم رؤيتها وتجاوزها بحماقة.
وسَلِم من آمن حقًا أن الكمال لله وحده .
(((اللهم أحسِن خُلقي كما أحسنت خَلقي))) .
هہمہسہآتہ حہآئرة