شياطين الانس…بقلم د/ وسام فاروق – استشارى نفسى واسرى وعلاقات زوجية

نعلم جميعنا جيدا عن شياطين الجن ، وكم هى توسوس لنا عن كل ماهو سئ
ونعلم ايضا اننا خُلِقنا فى الدنيا من أجل هذا الاختبار..
اختبار الفوز على هذه الشياطين لنفوز بالجنة..
لكننا لم نعلم ابداََ ان هناك اختبار أصعب سنمر به دون ان ندرى ، وان هناك شياطين من نوع آخر يعيشون معنا على هيئة بشر
لم نعلم بوجودهم ، ولم نعرف من هم تحديداََ، بل والأصعب احيانا اننا نجدهم اقرب الناس الينا دون ان ندرى ، عادة بيكونوا الاشخاص الذين نثق فيهم بشدة دون وعى ، نأخذ كلامهم كله بشكل مُسلَم به، نعيش متأكدين انهم يريدون الخير والمصلحة لنا ، عقلنا يرفض انهم ممكن يكونوا مصدر خراب حياتنا..
لكن الواقع فى الخراب ليس فيهم ولا فيما ينصحوننا به او يدفعوننا اليه
الخراب الحقيقى حينما ننفذ كلامهم دون تفكير ، دون أخذ مايناسبنا منه،
يظهر هؤلاء على شكل اخوة او اصدقاء او اهل يبدوا انهم ينصحون ابنهم بالخير ..
ولكن ليس كل مايُقال لنا هو الخير حقا
ليس كل من هو قريب لنا يحبنا بالشكل الصحيح..
فنحن بشر …
للاسف نجد أخ يحسد اخوه ويتمنى له ان يفشل مثله، وصديق يتمنى حياة صديقه ، وأب او ام انانيين يخربوا حياة ابنهم لمجرد كرههم لزوجته او رغبتهم فى استرداد ابنهم من جديد وانانيتهم فى ان يعود ليخدمهم فقط ماتبقى من عمرهم ..
قد لا نتوقع ذلك ابدا ..ولكنها الحقيقة ..
وقد ينصحنا الاخرين تبعا لآرائهم وتجاربهم هم ، بما لايتماشى ولا يتناسب مع حياتنا نحن..
ما علينا سوى ان نتوخى الحذر فى نقل اخبار حياتنا للآخرين ، والا نسمح لأحد من البداية ان يتدخل فيها خاصة لو كانت حياته وافكاره غير..
علينا ان نعلم .. ليس كل مايُقال يناسبنا
لا احد يعيش حياتنا ولا يشعر مشاعرنا ابداََ..
واعلم جيدا انك لو سمحت بذلك فأنت من تسببت فى خراب حياتك
انت المسئول عن حياتك ..ديرها كما يترائى لك ليس كما يفعل غيرك..
فلن تجد وقتها من يشعر مشاعرك او يتحمل عنك اى اذى ..