معيده بقسم علم النفس اداب عين شمس.
باحثه ماجستير و اخصائيه نفسيه
أن الحديث عن الأطفال الذين يعانون من إضطراب فرط النشاط لا يعد الحديث الأول من نوعه بل تناولته العديد والعديد من الأبحاث والدراسات العلميه السابقه وقد تتناوله العديد من الدراسات المستقبليه أيضاَ ولكن حديثنا اليوم عن تلك الفئه التي باتت منتشرة في كل منزل وكل أسره وكل حي وما تعانيه تلك الأسر التي يوجد بداخلها طفلاً مصاباً بفرط النشاط الزائد من ضغوط نفسيه قد تصل إلي حد الإصابه بالإكتئاب .
فالجميع يلقي الضوء علي الطفل نفسه من معاناته ومشكلاته الناتجه عن هذا الإضطراب ولكن بات السؤال هنا وماذا عن ذويهم وأسرهم الذين يعانون أكثر من الطفل ذاته هل هم ضحايا مثل أطفالهم أم مذنبون يستحقوا العقاب ؟ هل نلقي عليهم اللوم ونشد سوط الجلد إعتقادَ من الكثير بأنهم مسؤلون عن حركه طفلهم وعدم تأديبه وترويضه ؟أم ننظر لهم نظرة شفقه وعطف علي ما هم فيه ؟
أن الإجابه علي تلك الأسأله يتطلب أن طرح سؤالاَ أخر .هل تلك الأسر هم المسؤلون في إصابه الطفل بهذا الإضطراب أم لا؟
فإضطراب فرط الحركه كما هو معروف هو خلل يصيب الجهاز العصبي للطفل يجعله غير قادراَ علي السيطرة علي حركته ونشاطه ويجعله مندفعاً يعرض نفسه للمخاطر دون وعي منه وتؤثر علي إنتباهه الذي يصبح ضائعاً شارداً في كل حين وكل وقت وعلي الرغم من ذلك نجد أن بعض الدراسات الحديثه أثبتت أن الطفل قد يصبح عرضه للإصايه بفرط الحركه دون وجود خلل في الجهاز العصبي أو الناقلات العصبيه في المخ بينما قد يرجع ذلك إلي الأسرة نفسها هي التي تدفع بالطفل أن يكون هكذا. فسوء معامله الطفل وإهماله ونبذه وطريقه التربيه الخاطئه قد تجعله معرضاً لفرط الحركه كما أن كثرة الخلافات الأسريه والتفكك والتصدع في أركان الأسره يجعل الطفل مصاباً بفرط الحركه علاوه علي ما سبق نذكر أن من أهم الاسباب البيئيه التي تجعل الطفل مصاباً بفرط النشاط الزائد هو إستخدامه للوسائل الإلكترونيه الحديثه التي باتت في يد الطفل في عصرنا الحالي بدلاً من الألعاب والمكعبات والعرائس فالأم والأب وجدوا أن أسهل طريقه من التحرر والتخلص من زن الطفل وبكائه إعطائه أله إلكترونيه تجعله أصم مغيب منفصل عن العالم الخارجي لبضع دقائق أو ربما لساعات هذا الخرس المؤقت الذي يصاب به الطفل هو الذي يدفعه إلي الحركه والإندفاعيه والتهور والغضب فيما بعد ….. والذي أكدت ذلك دراسه حديثه في ألمانيا أجراها باحثين من جامعه ليبزج علي 527 طفل الماني تراوحت أعمارهم من سن 6:2 والتي توصلت نتائجها إلي أن الأطفال الذين أستخدموا الأجهزه الإلكترونيه من الموبايلات والتابلت والكمبيوتر بشكل يومي ولمده ساعات كانوا أكثر نشاطاً مقارنه بالأطفال الذين لا يستخدمون تلك الوسائل بالإضافه إلي اللامبالاه وبعض الصعوبات في التعامل مع الاطفال الأخرين من نفس أعمارهم.
فأنت أيها الأب وأنتي أيتها الأم من سيحدد الإجابه علي السؤال إذا كنتم مذنبون أم ضحايا ……