روشتة للعناية بصحتك النفسية
في المقالات السابقة عرضنا لكم في سلسلة مقالات الابحار في النفس البشرية وحاولنا توضيح وتبسيط فهم النفوس البشرية ولكنها تظل معقدة للغاية بحيث لا يمكن فهمها بدقة ووضوح؟
يقول د. مصطفى محمود في كتابه “رحلتي من الشك إلى الإيمان”
أن الإنسان روح وجسد….
ولا يمكن للإنسان أن يعيش حياة هانئة دون القيام بواجبه تجاه كلا منهما أي الروح والجسد.
والحقيقة أن الجسد فانٍ
والروح باقية…
والروح من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”
والروح لها فطرة قد فطرها الله عليها،
فمهما حاول الإنسان الأنس بغير الله لم يأنس،
ومهما اقترب من الدنيا بغية الهنا لم يهنئ.. إذ أن الأنس والهناء كله بقرب الروح من خالقها عزوجل.
وهذا واضح جلي في مواقف حياتية مختلفة،
والسعيد الواعي العاقل هو من اهتم بروحه وجسده اهتماما يليق بكل منهما،
فلا يطغى اهتمام على اهتمام… فكما أن الإنسان مطالب بتغذية روحه بالقرب من الله بالقيام بما أمر واجتناب ما نهى.. فهو مطالب أيضا بتغذية الجسد الذي يحوي هذا الروح.
ومن هنا نستنتج أن الحياة البشرية مهما حاولنا فهمها تظل غامضه ومعقدة لنا لا يعلمها إلا الله لكي نهتم بانفسنا علينا العناية بصحتنا النفسية والاهتمام بها
إليكم مجموعه من النصائح الهامة
تساعدنا في الحفاظ على سعادتنا وصحتنا النفسية.
1) حافظ على نشاطك
وممارسة التمارين التي تؤدي إلى تحرير مواد كيميائية في الدماغ تنشط وترفع حالتنا المزاجية، وتحسن من نفسيتنا بتنشيط هرمون الاستروجين والدوبامين
فضلاً عن تقوية/تحسين وضع القلب والرئتين.
وتعزز ممارسة التمارين الرياضية الثقة بالنفس، وتساعد على التركيز،
وتخفف التوتر وتحسّن النوم، فضلاً عن تحسين المظهر والشعور. كما أنها تبقي الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى في صحة جيدة.
هل تعلم أن 30 دقيقة من المشي على الأقدام يومياً يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب بنسبة 36٪؟
حيث تخفف ممارستنا للتمارين الرياضية كل يوم حتى لو اكتفينا بمجرد المشي أي توتر في عضلاتنا وتساعدنا في صرف الأفكار السلبية والمخاوف فهي محفز قوي للتفريغ الانفعالي
2) تناول طعاماً صحياً
لقد ثبت أن ما نأكله ونشربه له تأثير على صحتنا، كما أن اتباع نظام غذائي صحي متوازن مهم للحفاظ على صحة بدنية ونفسية جيدة.
من خلال : تناول وجبات منتظمة ومتوازنة توفر الطاقة لجسمنا وعقلنا، كما أن عدم تناول أحد الوجبات – يؤدي إلى التعب ونقص التركيز
حافظ على شرب كميات كافية من الماء، إذ تظهر الدراسات أنه حتى الجفاف البسيط يمكن أن يسبب التعب وصعوبة التركيز وتغيرات في المزاج
تجنب المشروبات المحتوية على نسبه عالية من السكر وكذلك التي تحتوي على كميات مفرطة من الكافيين إذ ثبت أنها تزيد من حدة التوتر والقلق لدى بعض الناس كل ما سبق يعود تأثيره علي صحتنا الجسديه والنفسيه معاً
3) الحصول على قسط كاف من النوم
ما نشعر به يمكن أن يؤثر على أنماط النوم لدينا، وبدورها مشاكل النوم تؤثر على ما نشعر به جسدياً ونفسياً أثناء ساعات اليقظة. أثناء النوم، تسترخي العضلات ويبطئ التنفس. وهذا يسهم بشكل إيجابي في صحتنا النفسية. يؤثر اضطراب النوم أو الأرق على مستويات الهرمونات والوظائف العصبية في الدماغ، مما يضعف التفكير والتنظيم العاطفي ويسبب الانفعال والتعب أثناء النهار
4) معالجة التوتر
التوتر شائع في الحياة اليومية، ولكن التعرض لتوتر مستمر قد يؤثر على صحتنا. ومهما كانت أسباب التوتر، يمكننا أن نتعلم طرق للحد من وقوع حالات التوتر ومعالجة التوتر بشكل جيد، بما في ذلك التوتر في العمل (معالجة التوتر). من هذه الطرق على سبيل المثال أخذ استراحة لمدة خمس دقائق من الروتين المعتاد، وتقاسم الغداء مع الزملاء في العمل أو القيام بنشاط جديد في عطلة نهاية الأسبوع. بضع دقائق تكفي للتخلص من التوتر النفسي و تساعد على تحسين المزاج.
5) تجنب المنشطات
تؤثر المنشطات كالكافيين ومشروبات الطاقة والتبغ فضلاً عن بعض الأدوية الأخرى سلباً على صحتنا العامة، كما قد تسهم في حدوث مشاكل نفسية على المدى الطويل. لذلك فمن الأفضل تجنبها تماماً أو خفض كمية وعدد مرات استخدامها تدريجياً.
6) قبول الذات والتفكير الإيجابي
أن نتعلم تقبّل أننا جميعاً مختلفون ولدينا مهارات وقدرات وصفات مختلفة هي خطوة أساسية في تحسين العافية. يساعدنا استيعاب هذه الخلافات وتقديرها سواء لدينا أو لدى الآخرين في بناء علاقات إيجابية. فلنحاول التعرف على الأفكار السلبية، والاستعاضة عنها بأخرى إيجابية وقضاء وقت أكبر في ممارسة أنشطة ممتعة تشغل أذهاننا بشكل إيجابي.
7) كن يقظاً
“اليقظة” تعني أن نكون أكثر وعياً باللحظة الراهنة، مثل وعينا بمشاعرنا وأفكارنا وأجسادنا والعالم من حولنا. يساعد تعلّم أساليب اليقظة إلى جانب أساليب الاسترخاء (أدوات للعافية النفسية) بشكل إيجابي في تغيير شعورنا تجاه الحياة على أساس يومي وتغيير طريقتنا في مواجهة التحديات.
8) كن اجتماعياً واهتم بالآخرين وتواصل معهم
التواصل مع الأصدقاء والأسرة يشعرنا بالاندماج والرعاية. يمكن أن يقدم الأشخاص المقربون منا وجهات نظر مختلفة عن ما يدور داخل أنفسنا، ويمكنهم مساعدتنا على حل مشاكلنا العملية والحفاظ على نشاطنا واتصالنا بالواقع. عندما نتحدث عن مشاعرنا ونتبادل أفكارنا مع أشخاص فإن هذا يسهم بشعورنا بالراحة والدعم وخاصة في حالات الانزعاج والتوتر. ويندرج ذلك في إطار تولي مسؤولية عافيتنا ودعم من حولنا للبقاء في صحة جيدة.
9) استمتع وتعلم مهارات جديدة وافعل أشياء تتقنها
يساعد القيام بأنشطة ممتعة في التغلب على الإجهاد والتوتر، وبالتالي فتخصيص وقت لفعل أشياء نحبّها يمكن أن يعزز صحتنا النفسية إلى حد كبير.
تعلم مهارات جديدة يعطينا الثقة ويشعرنا بالإنجاز. يمكن أن يأخذ هذا التعلم أشكالاً مختلفة كالمشاركة في دورة تدريبية أو تعلم العزف على آلة موسيقية أو رياضة أو لغة أو أي اهتمام أو أي هواية تعتبر تحدياً ممتعاً. عندما نفعل شيئاً نتقنه نشعر بالنجاح أو الارتياح مما يحسن ثقتنا بأنفسنا وتقديرنا لها.
10) الإيمان والروحانيات
يعبر الناس عن إيمانهم أو روحانيتهم بطرق عديدة ومختلفة كالالتزام بمعتقدات وممارسات وقيم تعطيهم معنىً أو هدفاً في الحياة وتتيح لهم الشعور بالاتصال مع شيء أقوى من أنفسهم. إن ذلك يساعد الأشخاص على التأقلم وفهم ما يمرون به والشعور بالامتنان على ما لديهم في الحياة. كما يضاف إلى ذلك قدرة الأشخاص على التفاعل مع تحديات الحياة وثقتهم بأنفسهم.
11) اطلب المساعدة
لا يوجد إنسان خارق، وكلنا يشعر أحياناً بالتعب أو الضغط الشديد أمام تحديات الحياة. لكن إذا ازدادت الأمور تعقيداً ووجدنا صعوبة في التعامل معها، عندئذ من المهم طلب المساعدة إما من شخص نثق به أو طلب المساعدة والدعم من مختص (مقتبس من “10 طرق للعناية بصحتك النفسية”، مؤسسة الصحة النفسية في المملكة المتحد
وبهذا المقال نختم سلسة مقالات الابحار في النفسية ✨