أخبار عاجلة

ذكر وانثى بقلم :- أمنية عبد الرازق أخصائي تعديل سلوك رئيس قسم الأمومة والطفولة والصحة النفسية جريدة الماس الشرق

ذكر وأنثى .. لماذا أصبح المجتمع ينتصر للرجل ويتعاطف معه مهما كانت آثامه ، ويميل إلى إدانة الأنثى خصوصا في قضايا القتل والشرف والمواريث ؟ ما سر كل هذا العفن الذي خرج إلى السطح ومتى بدأ وكيف تطور….

فى البداية نرجع للأساس وهو الأسرة ، إذا الأسرة كانت أساسها ديني ولديها قيم تربي عليها أبنائها ، ويوجد تربية دينية سليمه بالتأكيد لا تتكون الإنحرافات السلوكية.

إن من أكبر الكبائر قتل النفس حتى لما كان العرب في الجاهلية يقتلون البنات كان بدافع الغيرة وخوف من المعايرة انهم هيتعايروا بإنجاب البنات ، فأنزل الله عز وجل الآية الكريمة ” وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت “
وهذا يؤكد أن الأنثى وئدت حية في زمن الجاهلية، وكرمت في الدين الإسلامي الحنيف ، وللأسف ما زال إنتشار ظاهرة تفضيل الذكور على الإناث في مجتمعاتنا الإسلامية وفي الدول الشرقية لحساب الذكر بصفته حامي النسل من الانقراض والحامل للمسؤولية وذلك بفعل وعي القطيع ، وعي القطيع هو ما يتمثل فى ما يحدث فى البيوت من (اعملى لأخوكي الأكل ، ايه يعني اخوكي يضربك ، قومى نضفى مكان اخوكي ….إلخ ) .

وعي القطيع هو العاهات والتقاليد التى توارثناها من آبائنا هو سبب أغلب الجرائم ، هو سبب التحامل على الأنثى التي كرمها الله عز وجل.
وعي القطيع جعل الزوج يضرب زوجته مثلما تربي انه يضرب أخته أو أمه .
وعى القطيع جعل الزوج غير حامل للمسؤولية .
وعي القطيع هو بإختصار : ” ما الناس بتعمل كدا ما اعمل زيهم ، ما الناس بتقولى كدا فلازم اعمل اللى بيقولوة” .

وعي القطيع جعل التحامل على المرأة وصل لحد اتهامها انها السبب فى إنجاب نوع المولود ، ومعايرتها إذا أنجبت أنثى .
وعي القطيع سمح ان الشاب يكلم بنت واتنين وتلاته ، بس لو الاخت جات قالت أنا معجبه بفلان ، تقوم القيامه ويمكن يموتوها.
وعى القطيع جعل الأم تربي ابنتها لتكون مطيعة خنوعة ذليلة بينما تربي ابنها ليكون مسيطراً تغفر سيئاته وانحرافاته.

للأسف الشديد كل هذا بسبب الأسرة إما كانت تدلع الذكر وتقسو على الأنثى تحت مسمى (اكسر للبنت ضلع يطلع ليها مية ضلع ) وكأن الأنثى شئ وليس بشر تشعر وتحس .
‏أو بسبب ان الإبن كان لأب نرجسي أو أم نرجسية فيحمل صفاتهم .
‏أو بسبب الدلع الزائد عن الحد وان الطلبات كلها مجابه ، فينشأ الفرد غير حامل للمسؤولية ومش متعود على كلمة لأ ، فلما يخرج للمجتمع وحد يقولة لأ على حاجه عاوزها ، تقوم القيامه زى ما بيحصل فى حوادث كتيرة بنسمع عنها .

‏وعي القطيع بنتوارثه ونشأ عليه أجيال كثيرة ، يمكن دا سبب لزيادة نسب الطلاق ، الأجيال دى تربت على ركام مظالم من تمييز بين الذكر والأنثى فى التعليم والعمل والمعاملة والتدليل والحب والعطاء والمكانة وكافة شئ .

فالأنثى في المجتمع العربي لا تجد ترحيباً عند قدومها إلى هذه الحياة مثل الذكر، وتظل تعاني من النظرة السلبية من قبل المجتمع مهما كانت كفاءتها.
هذا التمييز مرفوض لما به من ظلم منهى عنه وأرى أن تفضيل الذكور على الإناث ليس أساسة ضعف الوازع الديني فقط بل ونوع من الاضطرابات والعقد النفسية لدى الآباء، ممل يؤثر على تربية الابناء.

تفضيل الذكور على الإناث إلى أين ؟
لا يتوقف أثر التفضيل على حياة البنات فقط ، ولكن هو مادة خام ومشروع إنتاج طاغية صغير وهو ما نسمية فى علم النفس اضطراب الشخصية النرجسية أو السيكوباثية، وهو الذي يمارس سلوكيات من العجرفة والأنانية والقساوة ، ولك أن تتخيل مثل هذا الشخص عندما يتزوج وينجب أطفال ، كيف ستكون زوجته وأولاده ؟!

‏ والسبب الحقيقي وراء هذا سوء التربية و إستهتار الآباء ببناتهم وحبهم الجنوني للولد ، ‏ولكن هذا ليس حب… السبب أيضا ان ما يحدث الآن هو ثمرة فساد الإعلام والتعليم والتربية وأشياء كثيرة أخرى اكتسبناها بأيدينا.

‏ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها، أدخله الله الجنة .

نصيحة : يمكن لأبنائكم أن يولدوا مؤدبين لو كنتم أنتم كذلك.
“”يوصيكم الله في أولادكم””

عن hassan

شاهد أيضاً

لغة الحوار …بقلم د/ وسام فاروق ماجستير ارشاد أسرى دكتوراه صحة نفسية ….

تكثر عادة المشاكل بين الزوجين وتتعدد الأسباب باختلاف الشخصيات واختلاف مفاهيم التربية والمبادئ والأفكار ..ولكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page