الشكوي اليومية المتكررة:
” ابني لا يستجيب للأوامر .. و دائم القول لكلمة “لا’
أعلم جيدا مدي الأثر السيء الذي قد يشعر به كل منا كأباء، مربين،أو حتي مدرسين عندما نصطدم بالرغبة المستمرة في التمرد من الأطفال و التي تتمثل في كلمة لا..
فمنذ نعومة أظافرهم نجد أطفالنا يتمتموم بكلمات غامضة ، و حينما نحاول تدريبهم علي النطق و مخارج الألفاظ ، تكون أولي كلماتهم “لا”
نتعجب في البداية ثم نعتادها عندما نعلم أن غيرنا في نفس السلة و أن هذا حال الجميع .
مع تطور المراحل العمرية للطفل .. لم تعد الكلمة بريئة . بل أصبحت تعبير عن الكثير و لها العديد من الرسائل الخفية ..
للاسف بعد العديد من المحاولات لتجاهل الكلمة أو محاولة تقويمها إذا كان لدي المربي نسبة من الوعي …
نجد أنفسنا كأمهات نتعامل مع هذا الرفض للأوامر (متمثلا في لا) كعند و رغبة في التحكم و السيطرة من قبل الطفل ، بل و في بعض الأحيان نغضب ظنا منا أنه عدم احترام لشخصنا البالغ او تقصير مننا في تربيتهم .. فنزيد الجرعة من السطوة و الغضب و احيانا التعنيف و إلقاء المحاضرات ، .لكن بدل من انصلاح الحال …نفاجأ بنفس الأداء بل و أحيانا يزداد سوءا.. نجد المراهق بعد أن كان طفلا تم ترويضه يعود ليقول لا بقوة . بل هذه المرة بنوع من التحدي الذي يهدد كبرياءنا و تسيطر علينا مشاعر الخوف أن هذا يفقدنا دفة التحكم في الأمور.
لكي يهدأ بالنا قليلا ، أتيت لكم اليوم
بالدليل الكامل للتعرف علي أسباب تردد مثل هذا السلوك الذي يتسم بالمقاومة الدائمة و عدم الرغبة في الانصياع لأوامر الأهل باستخدام الجمل مثل : ” لن أفعل هذا …. “
“لن أقوم بذلك….” “لا أرغب في….”
و الأهم سوف نقوم بعرض بعض الأدوات للوقاية من تحول الطفل المطيع لمراهق متمرد في النقاط التالية :
١) عدم طرح الاسئلة المغلقة علي مسامع الطفل لان اجابتها ستكون لا و تتكرر لتصبح عادة.
٢) تقدير احتياج الطفل في التعبير عن رأيه و ذاته و ذلك بإعطاؤه العديد من الاختيارات المتاحة من قبلنا بدلا من الإجبار و بذلك يشعر بالحرية و تقل الرغبة لإثبات العكس .
٣) السماح للطفل (وفقا لسنه ) باتخاذ قرارات في محيط حياته مثل : كيفية إدارة وقته، اماكن النزهة حتي للأسرة كلها، اختيار الانشطة و الرياضة المناسبة لاهتماماته، اختيار الملابس.
٤) التمييز بين ردود الأفعال و اختيار المعارك (فلا نتعامل مع الأمور البسيطة مثل عدم إنهاء الواجبات الدراسية التي تم التقصير فيها من قبل الطفل كالمحظورات و الحدود التربوية المتفق عليها)
فالنهر الزائد، و العقاب المتكرر للطفل يزيده رغبه في الانتقام و من ثم المعارضة الدائمة.
٥) و أخيرا يجب أن نبدأ بأنفسنا لأن الطفل هو مرءآة الأهل فاستخدامنا المتكرر لكلمة لا . هو ما يبرمج عقله الباطن على إعادتها و تكرارها في المواقف المختلفة .
٦ ) استبدال كلمة لا بالآتي : محاولة طرح الاسئلة ، و الثقة في الطفل بأنه قادر علي ايجاد البدائل ، و مع التمرين يصبح قادر علي التمييز بين ما يمكن أن يقابل بالرفض أو القبول
و أخيرا أثبتت الأبحاث التربوية أن السبب الأول و الأخير وراء المبالغة في (لا) :
هو التطور النفسي لإثبات الانفصال عن الأهل و تكوين شخصية منفردة ذات خصائص ، رغبات و ميول مختلفة ، أو رغبة في لفت الإنتباه لتعويض احتياج نفسي مفقود من( حب، او احتواء أو اهتمام).