أخبار عاجلة

سلسلةمقالات (أناوأبني)(أزي اتقبل أبني من ذوي الاحتياجات الخاصة)(سحرجابر بدوى أخصائي تأهيل تخاطبي


مدرب معتمد بجامعة عين شمس
باحث ماجستير دراسات نفسية للطفولة

“طيف توحد، تأخر عقلي، متلازمة داون،و إعاقة…الخ” كيف هي حالتهم النفسية، وكيف يتماسكون مع وضعهم الخاص.
‌‏في الواقع لا أحد يستطيع معرفة حقيقة مشاعر الأم والأب الذين لديهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، حياتهم الخفية، معاناتهم، الضغوط التي عليهم، لا أحد يعرفها حق المعرفة، ولا أحد ينبغي أن يتظاهر بذلك.
‌‏تلك الأم عندما تقابل أماً أخرى تتحدث عن حياتها الطبيعية اليومية مع أبنائها فهي لا تحمل أدنى فكرة أن ما تقوله من بديهيات التفاصيل الصغيرة مع أبنائها يمثل واقعا غير موجود للأم المستمعة التي ابنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
‌‏إن أكثر ما تفتقده الأم التي لديها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة هو أن يكون لديها وقت لنفسها، فهي تعتذر عن الخروج مع صديقاتها للعناية بابنها أو ابنتها صاحب الإعاقة، منهكة، لكثرة ما يحتاجه الطفل من رعاية لصيقة واعتماد بالكامل عليها خاصة السنوات الأولى.
‌‏تتساءل هذه الأم “لماذا أنا؟” وهي ترى أمهات لديهم أبناء طبيعيون، في الحقيقة لا يمكنك تغيير الواقع وهذا السؤال لا يجلب سوى الألم والاكتئاب، تلك أسئلة لا إجابة لها، هو ابتلاء لا أكثر، هنا تحتاج الأم إلى التركيز على سؤال “كيف” مثل كيف أستطيع التعامل مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
‏في هذه الحالة تخوض الأم رحلة، رحلة نحو التعلم، والقراءة، وحضور جلسات خاصة، والبحث عن برنامج مؤهل لمساعدة ابنها وابنتها، وتأهيل الوالدين أنفسهم أيضا للتعامل مع الطفل الذي لا يستطيع العناية بنفسه بالكامل.
‏تحتاج الأم والأب أنهما يعلمان أنهما ليسا وحيدان في هذا العالم الذي لديه حالة خاصة، إن الاحتكاك بمن سبق مفيد، أيضا التواصل مع مجموعات داعمة تربطهم حالات متشابهة يساعد ذلك في تخفيف الضغوط سواء حضوريا أو عبر النت.
‌‏بعض الأمهات تكون قاسية على نفسها، بحيث تريد بذلك كل شيء لأجل هذا الطفل المعاق، وفي الواقع ما لم تعتني الأم بنفسها فإنها ستصاب بالاحتراق النفسي، ليس المطلوب أن تكوني مثالية في كل شيء، لا بأس من التقصير أحيانا، فمثل هذه الأم تمر بحالة ضغط شديد ولا يمكن أن تكون بحالة سليمة دائما.
‏لا بأس من الحزن والبكاء والألم، لا تمنعوا تلك المشاعر، خاصة في لحظات الخلوات والفراغ، ففيها تنفيس واعتراف والسماح بالمشاعر السلبية أن تطفو للسطح، والتوقف عن التظاهر أن كل شيء على ما يرام وأنك قوية، لا بأس ألا تكون الأمور على ما يرا وأنك لست قوية “دائما” دعي نفسك تتراجعين قليلا.
‏كل أم وأب لديهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة عليهم أن يفخروا بأنفسهم، لأن لديهم دور ليس لدى أحد، ويقومون بعمل جبار، ويتحملون ما لا تتحمله أي عائلة أخرى، فلهم الأجر والاحتساب ولن يضيّع الله جهدهم، مرة أخرى الشعور بالعجز والضعف شيء طبيعي، فما تواجهونه من مسؤوليات شيء كبير جداً.
‏بدلا من رفض الواقع الصعب على الوالدين قبوله، القبول شفاء، وقتك مع ابنتك/ابنك المعاق ليس كله عناية ورعاية، هناك أوقات للعب، استمتع باللعب مع ابنك وابنتك من ذوي الاحتياجات الخاصة، تتحول المعاناة إلى لذة، ويتحول الألم إلى استمتاع.
‏توقفي عن لوم نفسك، بعض الأمهات يبدأون بلوم أنفسهم، ليتني فعلت كذا، أو انتبهت إلى كذا في فترة حملي لما جعلت ابني وابنتي من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الحقيقة لم يكن خطؤك أبداً، فهو حدث ليس بيدك، وليس تحت سيطرتك مهما حرصت.
‏لا ينبغي للأم التوقف عن صناعة أهدافها وتحقيق أحلامها لمجرد أن لديها طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الانسحاب ليس حلا، بل إدارة الموضوع بما يتناسب مع حالتها الخاصة.
‌‏اعتنوا بعلاقتكما الزوجية، قد يكون استهلاك الوقت بالتركيز المستمر على الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يضعف العلاقة الزوجية، ولا يكون هناك وقت للحديث عن نفسيهما، أو قضاء وقت مع بعضهما، لابد من تخصيص وقت للزوج والزوجة دون الأبناء، وهذا صعب مع وضعهما الخاص لكن ممكن حدوثه وترتيبه.
‏كلمات مثل “كان ينبغي أن أكون أما أفضل” ليست واقعية، لأنك بالفعل أماً أفضل، وما تفعلينه هو أكثر من الكفاية وليس مطلوب منك فعل أكثر من ذلك، تذكري لست السبب فيما حصل لطفلك، تسامحي مع نفسك، فما تمرين به ليس بالهيّن، ولا بأس أنك لا تستطيعين أن تفعلي أكثر مما فعلت وليس مطلوبا منك ذلك.
‏لا بأس حتى لو خطرت لك أفكار مثل “أريد أن أهرب منه واتركه” هي مجرد أفكار لا تعبر عن حقيقتك ولكن تعبر عن حالة الضغط النفسي التي تعيشينها، هي مجرد أفكار وليس حقائق فقط دعيها وشأنها بدلا من اتهام نفسك “لماذا فكرت هكذا
تذكروا ما حدث لم يكن بيدكم ولا خطؤكم فقط اجتهدوا.

عن hassan

شاهد أيضاً

لغة الحوار …بقلم د/ وسام فاروق ماجستير ارشاد أسرى دكتوراه صحة نفسية ….

تكثر عادة المشاكل بين الزوجين وتتعدد الأسباب باختلاف الشخصيات واختلاف مفاهيم التربية والمبادئ والأفكار ..ولكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page