دروس الحياه قد تكون قاسية.. لكننا ليس لدينا اختيار سوي التعلم
ما اصعب اللحظات اللتي تمر كدهر ..
دهر من القلق الممتزج بالألم ..
شعور اجتاح قلب كل أم تابعت قصة الطفل رايان..
و شعرت بالألم اللذي يعتصر قلب أمه ..
ما بين أمل في الله القادر علي كل شيء علي رده سالما و الأمل الذي تشعر به أمه و كذلك كل انسان علي وجه الكرة الأرضية ..
لم يختلف في الشعور غني ولا فقير .. كبير أو صغير .. اختلفت الاجناس و الديانات لكن اجتمعت الرحمة و الشفقة علي جسد واهن لا حول له ولا قوة …
حقا ..ابكي و انا اكتب مقالي هذا …!!
لاني رأيت أمام عيني سيناريو للطفل المسكين بداخل الحفرة الضيقة ..بماذا شعر في هذه الأيام ؟!! كيف كان يعيش ليالي باردة و نهار ليس له شمس ..
أطفالنا يبكوا للحصول هلي لعبة أو الذهاب للتنزه… ولا يشعرون بقيمة الشمس التي تسطع كل صباح ..
لكن هذا بكاء من نوع آخر لطفل شعر انه دفن حيا..
لم اقصد إيلام أي شخص يقرأ كلامي ..
لكن هكذا هي الدنيا .. خط رفيع يفصلنا عن فراق اعز احباءنا .. الذي تمنينا لهم الخلود..
.. عن الدنيا التي لا نشعر بقيمتها حتي يقترب الموت ..
لكننا كلما حيينا و مررنا بتجارب قاسية حتي و ان كانت لغيرنا ندرك هذه الحقائق .. التي قد تكون قاسية لكن دعونا نتخذها دروس نتعظ منها ..
فمع كل درس مؤلم مثل هذا ندرك اننا مفارقون لا محالة.. و ان الدنيا قيمتها في ما نتركه من أثر و في ما نقدمه من خير..
إذا سألك اولادك عن رايان ..لا تحزن او تبكي كما فعل معظمنا ..
لانها فرصة ذهبية ليتعلموا دروس عن الحياه ، سيسمعون الاعلام الموجه للكبار و تقفز الي قلوبهم و عقولهم ملايين الاسئلة الغير مجابة عن الحياه و الموت و رب هذا الكون .. و يزدادون حيرة و ربما شك في كل شيء وثقوا به.. و هنا يكمن الخطر..
توقع ايها الأب اسئلة علي شاكلة ” لماذا يؤذينا الله اذا كان يحبنا “
و توقعي ايتها الأم : “الموت مؤلم..لا اريد ان اموت.. و لماذا نأتي الي الحياه إذا كنا علي أي حال سنموت “
رسالة الي كل مربي:
سوف نبكي علي رايان و ندعو لأبويه أن يربط علي قلوبهم .. لكن … دعونا نري رسالة الله الي العالم ..
كونوا مستعدين للكلام مع أبنائكم عن رحمة الخالق التي وسعت كل شيء لكنه له في خلقه شئون ..
حدثوهم عن هدم الجدار الذي كان لغلامين يتيمين..
و عن السفينة اللتي اغرقها الله ليس ليغرق أهلها بل يعيبها
” أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا صدق الله العظيم(الكهف79)
علموا ابناؤكم ان الحكمه وراء الابتلاء قد تعجز قدراتنا البشرية المحدودة في الكثير من الاحيان عن ادراكها.
و ان الله رحيم بنا فوق توقعاتنا ، و يبتلينا ليطهرنا و يختبرنا و يجازي الصابرين ، جزاء لا عظيم لا يتخيله مخلوق..