أخبار عاجلة

الخلافات الأسرية : الطفل فريسة عقد نفسية . بقلم أ/ وفاء السيد أبو العزم معلمة رياض أطفال وباحثة ماجستير

.
أولاً : أود أن أحكى سبب كتابة مقالى هذا وهو عندما كنت أسير فى أحد الشوارع شاهدت والدين يتشاجران وكان وسطهما طفلهما وإذا بهما الأب يشد الطفل من ذراعه الأيمن والأم تشد الطفل من ذراعه الأيسر وكاد الطفل أن يكون شبه عاريا … فأقول لهما كيف هذا ؟ وماذا عن العقد النفسية التى زرعتهما لدى الطفل ؟ وهل سوف ينسى الطفل هذا اليوم ؟!!!!!!!!!!!

ثانياً : الأسرة هى الملاذ الوحيد لدى الطفل لكى يعيش بأمان و راحة بال ومحبة من الوالدين والتى سوف توضع فيه القيم والمبادئ المستقبلية التى تدوم معه إلى أخر العمر وتكون شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين . وإننا نجد الطبيب النفسى عندما يبدأ في معالجة المريض يبدأ معه من مرحلة الطفولة الأولى لفك العقد النفسية الداخلية وإصلاحها فى شخصيته .
ولهذا أنصح الآباء والأمهات عند حدوث خلاف أو سوء فهم بينكما ابعدوا الأطفال الصغار فعندما يحدث خلاف بينهما وصراخ يؤدى بالطفل إلى صراع داخلى لدى الطفل وزرع الكراهية والعدوانية فى نفسية الطفل ، فيتولد لديه اعتقاد أنه السبب فى هذا الخلاف لدرجة أن هناك بعض الأطفال يتلفظ بألفاظ مثل “ربنا يخودنى وترتاحوا منى ” “أنا كرهت أعيش معاكم ” ” أنا زهقت ” وهذا يكون صراع داخلى يخرج على هيئة ألفاظ من الطفل من الذى يحدث أمامه ، وهو بذلك يصبح فريسة سهلة للأمراض والعقد النفسية والإجتماعية .
ثالثاً : التأثيرات السلبية لمشاكل الوالدين على الطفل
١- الاضطرابات السلوكية الواضحة وتكون على هيئة قلق وتوتر وعدم تركيز فى التحصيل الدراسي .
٢- فقدان الأمان العاطفى وهو الجسر الذى يربط بين الطفل والعالم الخارجى من حوله فكلما كانت العلاقة الزوجية أقوى كانت قدرات الطفل وعلاقته الخارجية قوية وغير مهزوزة .
٣- عدم شعور الطفل بالثقة بالنفس .
٤- الهروب من محيط الوالدين إلى محيط آخر يشعر فيه الطفل بالأمان والطمأنينة .
٥- ظهور الخلافات على شكل كوابيس مخيفة أثناءالنوم .
٦- يرجع الطفل إلى مرحلة (النكوص) وهو التبول اللارادى وفقدان الشهية .
رابعاً : أسباب تفادى العقد النفسية لدى الأطفال .
١- يجب على الأم تجنب الدخول ف مناقشة قد تحتمل الإختلاف فى الرأى مع الزوج أمام الأطفال .
٢- الإبتسامة والحنان والمحبة والرعاية للطفل هى مفاتيح السعادة لدى الطفل وهو حق الطفل وليس الحقد والكراهية وخاصة من الوالدين .
٣- عدم إنتقاد أحد الزوجين للآخر أمام الأطفال واتهام كل منهما الآخر .
٤- مضاعفة التسامح بين الزوجين في أوقات الزعل ومدح بعضهم البعض أمام الطفل حيث ينمو سويا ويخرج بشخصية سوية .
٥- لاينسى الوالدين أن فترة الطفولة هى فترة نمو وبناء وليس حرمان ، لكى لا يصبح الطفل مضطرباً شخصيا وإجتماعيا ونفسياً وأخلاقيا مما يؤدى إلى عدم نجاحه فى حياته الزوجية فى الكبر . بمعنى أن ما يزرع فى الصغر سوف يحصد فى الكبر . فحافظوا على أطفالكم ولا تحملوهم فوق طاقتهم .
٦- الأطفال أمانة أعطاكم الله إياهم فحافظوا عليهم فأنتم المسؤلون أمام الله عنهم وعن تربيتهم وما زرعتم فى أنفسهم
” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم …..” سورة التحريم .

إن جوا الأسرة حينما يجتمع الأب و الأم وحولهم أطفالهم يملأن البيت بالحركة والمرح ويسعى الوالدين فى تأمين الأمن والأمان لأطفالهم هذا يكون البيت المثالى صورة جميلة كلنا يتمنى أن يحصل عليه فما أكثر من حرموا السعادة من وراء الخلافات الزوجية متجاهلين مشاعر أطفالهم ، فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا صورة جميلة لأولادهم وقدوة يفتخرون بها فى المستقبل بدلاً من أن يحملوا الأطفال عقدا نفسية تحرمهم من العيش بسعادة وهناء .

عن admin

شاهد أيضاً

لغة الحوار …بقلم د/ وسام فاروق ماجستير ارشاد أسرى دكتوراه صحة نفسية ….

تكثر عادة المشاكل بين الزوجين وتتعدد الأسباب باختلاف الشخصيات واختلاف مفاهيم التربية والمبادئ والأفكار ..ولكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page