القصص مابين حب طفلي وتعديل سلوكياته- بقلم / رشا سويلم _ أخصائية الصحة النفسية –مدرب معتمد

يعشق الأطفال سماع القصص، فهي بوابتهم إلى عالم جديد مليء بالخيال والمتعة والمغامرات، يساعد ذلك على تنمية قدراتهم المعرفية والإدراكية بسهولة، إذ تحفز تلك القصص العقل وتزيد المعرفة وحصيلة المفردات لديهم، كما تساعدهم على تعلم بعض الدروس المهمة في الحياة. تعد قراءة القصص لطفلك من أفضل الأنشطة التي يمكنكِ مشاركتها معه، كما أنها وسيلة فعالة لتعليمه القيم الأخلاقية والمعاني الجميلة بشكل غير مباشر القصص تعلم الأطفال الأخلاق وطريقة بسيطة لتقويم سلوكهم بطريقة إيجابية.
وتعمل على بناء وتنمية الذكاء الوجداني، ويكون ذلك بإشباع حاجات الطفل الطبيعية من الأمن والإستقرار لتحقيق السكينة النفسية والاجتماعية من خلال سماع القصص المعبرة عن الحب لدي الاطفال ، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن الشخص الذي يعيش حرماناً عاطفياً في طفولتهِ يصعب عليه محبة الآخرين أو تقبُّل محبتهم له، لذلك يجب وضع الطفل منذ اليوم الأول من ولادتهِ موضع حب للأسرة بكاملها وقد يظهر ذلك في القصص التي تحكي للطفل من الام منذ الصغر ويتعود علي سمعها مما تعطي له التعبير عن المحبة فليس المهم أن نحب أبناءنا فقط ولكن المهم أن نعبر لهم عن هذه المحبة بالكلمة والسلوك وقصة معبره له هدف ما عند الاهل وتساعد القصص علي توجية الطفل بتصرفاته الغير صحيحة بطريقة تعبر عن الرحمه والقبول والتعلم من العبره مما تؤدي الي تعديل السلوكيات الغير صحيحة وهي أيضا بتكون وسيلة للمداعبة والممازحة واللعب مع الطفل.
لقد أثبتت الدراسات التربوية التعليمية أهمية رواية الحكاية والقصة لتنمية عدد من المهارات والقدرات التي تساعد على النمو الطبيعي للطفل، مثل: –
1-حصول الطفل على مهارة التواصل والحديث والإنصات.
2-تنمية الطفل لغوياً، وإثراء مخزونه من المصطلحات اللغوية، والمساعدة في الإعداد للقراءة والكتابة.
3-تنمية الطفل معرفياً بإثراء معلوماته عن العالم الواقعي المتخيل.
4-تدريب الطفل على الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر
أي القصص نختار؟
سوف نعرض القصص المناسبة لكل مرحلة العمرية: –
1- ما يناسب الأطفال قبل المدرسة هو القصص القصيرة التي تدور موضوعاتها حول العلاقات الأسرية أو أبطالها من الحيوانات والأطفال. كما أنّهم يحبون القصص الكوميدية أو الفكاهية.
2- بينما يحب الأطفال بين 6-10 سنوات القصص الخرافية التي تتحدث عن الشخصيات الخارقة والمغامرات، كما تجذبهم القصص المنقولة من الثقافات الأجنبية لما فيها من معارف مشوقة.
3- ويقبل الأطفال الأكبر سناً أي بين 10-12 سنة على القصص الواقعية وقصص الأبطال التي تتضمن شخصية إيجابية، كما تستهويهم المغامرات والأساطير الشعبية.
وفي نهايه يمكن للأُم أن ترسم لوحات القصة أثناء حكيها، أو تعدها مسبقاً، أو من المفضل أن تشرك الأطفال معها في ذلك. وهذه الصور تمكن الأطفال من إعادة رواية القصة، وهو ما يزيد من مهارات التواصل ويحفزهم لإبداع حكايات جديدة، وهذا النشاط ينمي المهارات الفنية واللغوية في ذات الوقتوايضا الحب والتواصل العاطفي وتعديل السلوكيات لدي الطفل ولهذا للقصص اهمية كبير لطفلك