أخبار عاجلة

غير أسلوب حياتك بقلم الأديبة/حنان فاروق العجمي


عندما كُنا صغاراً بالمدرسة كُنا نقوم بإستذكار دروسنا كل منا على طريقته الخاصة فهناك مَنْ كان يُذاكر بأسلوب الحفظ وهناك آخر لا يستطيع الحفظ بل يلجأ إلى المذاكرة بأسلوب الفهم وكان الإثنان ينجحان لكن بالنهاية
مَنْ منهما يحصل على أعلى الدرجات الفهم أم الحفظ؟
الذي قام بحفظ الدرس حصل على درجات عالية بالمرحلة الإبتدائية ومنها انتقل إلى المرحلة الإعدادية والتي استمر فيها على نفس الأسلوب المُتَّبَع ولكنه بنهاية المرحلة الإعدادية حيث ازدادت صعوبة الدروس والمناهج التعليمية قليلاً وأصبح اتباع طريقة ونهج الحفظ وحده لاتُجدي مما جعله يحصل على درجات أقل ليس كعهده السابق بالإبتدائية وهنا يستاء كثيراً ولكنه يستمر بنفس الطريقة بالمرحلة الثانوية وهنا تأتي الصدمة بحصوله على درجات لا تؤهله للدخول للجامعة ويصبح جهده هباءاً أما الآخر الذي اعتاد على المذاكرة بأسلوب الفهم حصل على درجات لا بأس بها بالمرحلة الإبتدائية وانتقل إلى المرحلة الإعدادية ازدادت صعوبة المواد الدراسية قليلاً واستمر على المذاكرة بأسلوب الفهم ولكنه حصل بالنهاية على درجات ضعيفة إبان صعوده للمرحلة الثانوية التي تحتاج منه بذل المزيد من الجهد للحصول على مجموع عالي يؤهله لدخول الجامعة ولكنه استمر على نهجه واستذكاره بأسلوب الفهم فقط وكانت الكارثة والمجموع المنخفض الذي لا يحقق أحلامه بدخول الكلية التي يرغب فيها إذن ما الذي نخلُص إليه من هذا العرض الإستنتاج الذي وصلنا إليه من اتبع الفهم فقط لم يحقق ما أراده من الإلتحاق بالكلية التي لطالما تمناها
ومن اتبع الحفظ فقط لم يحقق أيضاً ما تمناه من دخول الكلية التي كان يحلم بها
إذن التغيير بنمط التفكير المعتاد مطلوب وخير دليل التجربة من العينة والمثل الذي قمت بعرضه على القارئ
اتباع أسلوب واحد بالحياة وطريق واحد دون عناء التفكير لن يجعلك تصل إلى تحقيق ما تصبو إليه وخير دليل
على هذا التجربة والتعَلُّم كان لابد لكلا الطالبين استخدام أسلوب الفهم والحفظ معاً لتحقيق النتائج المرجوة
مثال آخر لطبيب تقليدي تخرج من كلية الطب مارس مهنة الطب كما قال الكتاب لا يحيد عنه تخصص بالجراحة يدخل كل يوم غرفة العمليات يقوم بأداء العملية للحالة التي يعالجها بنفس الأسلوب والتكنيك المتبع والمتعارف عليه نجح بنسبة 70% وأصبح طبيباً لا بأس به ولكنه اكتفى بنسبة السبعين بالمئة ولم يطور من نفسه ليصبح طبيباً أكثر نجاحاً وشهرة والوصول إلى نسبة100%لنجاح العمليات التي يُجريها على مرضاه بينما زميله الذي تخرج معه بنفس العام ونفس الدفعة قد سافر إلى الخارج واطلع على خبرات أطباء أجانب وحصل على الزمالة لجامعات معروفة وعاد إلى وطنه ليُطَبِّق ما تَعَلمه ويفيد مرضاه حيث اتبع أساليب بالجراحة غير التي تعلمها بالكتب واستفاد
من الخبرات التي حصل عليها بل تجده في حالة بحث دائم عن كل ما هو مستحدث وجديد بتخصصه وبعالم الطب كله ولم يحصر تفكيره في نهج واحد لا يحيد عنه أيهما أفضل برأيك مَنْ أكثر نجاحاً وشهرة وفائدة ؟؟
هل تُفَضَّل الذهاب إلى الأول أم الثاني؟
مثال آخر سيدة تُجيد أعمال الحياكة توفى زوجها واضطرت للعمل للإنفاق على أبنائها كانت تمتلك ماكينة للخياطة استغلتها للعمل عليها وكان زبائنها محدودين للغاية من الجيران وبعض الأقارب وبالتالي لا تحصل على الربح والعائد المادي الكبير الذي يُمكنها من الانفاق على أبنائها بينما من ناحية أخرى لديها صديقة مثلها تُجيد الحياكة وفنون التطريز قامت بعمل صفحة لها على مواقع التواصل الإجتماعي وقامت بعرض بعض من أعمالها بطريقة تجذب العملاء لها مستخدمة موبايل ابنتها بالتصوير مما جذب الناس لمتابعتها والاعجاب بصفحتها وبالفعل طُلب منها العديد من الطلبيات وكانت تستجيب لعملائها بل وتطور من نفسها بمواكبة الموضة ومشاهدة عروض الأزياء وخطرت لها فكرة أن تنشر على صفحتها أنها على استعداد لتعليم مَنْ يريد فن الحياكة والتفصيل بالبداية كانت تعطي لهم الدروس بدون مقابل مادي عن طريق تنزيل الڤيديوهات التعليمية على صفحتها وبعدما حصلت
على العديد من المُتابعين أعلنت عن استعدادها لإعطاء بعض الدروس التعليمية الخاصة لقاء مبلغ قليل من المال وهنا أصبحت تحصل على الربح من الحياكة والربح من تعليم هذا الفن ثم بعدها أعلنت عن تشغيل فتيات بغرفة صغيرة خصصتها بمنزلها كبداية لمشغل صغير وهنا استطاعت أن تُنمي فكرتها ويتصاعد ربحها المادي فاستفادت وأفادت غيرها من تعليم وتشغيل …….هل رأيتم الفارق بين السيدتين بطريقة التفكير والتنفيذ
الإستنتاج الذي توصلنا إليه لا تُسلك طريقاً واحداً اعتدت عليه بل اسلك كل الطرق الممكنة لتحقيق ما تصبو إليه وترجوه طور من نفسك وتناولك لموضوعات حياتك لتستطيع الحصول على مستقبل أفضل لا تخاف من خوض التجربة احرص على التعلم لتفيد نفسك وغيرك افتح الصندوق المغلق برأسك وستشاهد خروج العجائب منه
بقلم /حنان فاروق العجمي

عن admin

شاهد أيضاً

حمو بيكا ياحمو بيكا – بقلم طه صلاح هيكل

حمو بيكا ياحمو بيكايا أعظم نشاز ف المزيكاصوتك ياعيني عليه أسطورةعايز حقنة في السيكاغني ياحمو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page