أخبار عاجلة

بداخل الهاوية بقلم دعاءزيان – جريدة ألماس الشرق

الحلقة الاولى

أتكأت سارة علي المقعدفي عيادة طبيبها النفسي
وتنهدت وهي تنظر إلي سقف الغرفة قالت:أحقا يطلب الغفران والآن؟
الطبيب:هذا ما أخبرتني به أنه لا يريد سوي الغفران
سارة:عن أي غفران يتحدث بعد أن أضاع عمري
الطبيب:سارة تنفسي بعمق، أخبريني ما الذي يزعجك إلا هذا الحد
سارة:عن ماذا أتحدث عن الماضي أم عن الحاضر
الطبيب: أبدأي بما تريدين فقط استرخي واغمضي عينيكِ.

أمسك الطبيب بدفتره وبدأ يكتب ملاحظاته كل دقيقة أما عن سارة فأغمضت عيناها ،بدأ صوتها يرتعش كأنها تخرج الكلام من خندق عميق.

سارة: أنا سارة سليمان داوود عمري أربعة وخمسين عاما،عانس هو لقبي الحالي في الحي،لا أحمل أي شهادة، أجيد الرقص و؟؟؟
الطبيب: لما توقفتِ أكملي
سارة: أنا بائعة هوى ،أضع الظلام في الكؤوس للسكاري،أنا مطرودة من رحمة الله ،أنا لاشيء

صمتت لبرهة وأنا اركز علي عينيها التي تفتحها تارة وتغمضها تارة اخري وقد تحجرت بها الدموع ثم أكملت :هل تريد أن تسمع المزيد
الطبيب: بالتأكيد هل ممكن ان اسئلك بضعة اسئلة؟
سارة: تفضل
الطبيب: أين عائلتك؟ أخبريني عنهم
سارة:ليس لدي عائلة لا أعرف أبي كل ما اعرفه أمي وجدي هو من رباني
الطبيب: كيف لا تعرفيه
سارة: جدي أخبرني انه قُتل وانا رضيعة
الطبيب: ووالدتك ؟
سارة: انتحرت وأنا في الرابعة
الطبيب: يا إلهي اذن لقد رباكِ جدك
سارة: تقصد قص أجنحتي وذبحني
الطبيب:أخبريني عنه، كيف كان يعاملك؟
سارة: لا أعرف أن أصف معاملته بالكلمات ،كان قاسيا جافا كجذع يابس ليس به حياه
الطبيب: ماذا كان يعمل؟
سارة: حارس أمن في احدي الملاهي الليلية.

بدأ العرق ينهار بغزارة علي وجهها بالرغم من أن الحجرة مكيفة ، ثم بدأت تحك يدها اليمني في اليسري بحدة،فتحت عيناها كانت حمراء كأنها دماء
الطبيب: أكملي منذ متي بدأتي العمل في الملهي
سارة: منذ أن أصبحت انثي ،كنت عبئا شديدا عليه دائما يخبرني أنه لابد أن أعمل للحصول علي المال، ولا أعرف أي عمل غير الرقص فأنا لا أعرف القراءة والكتابة.
الطبيب: وما زلت تعملين في الملهي؟

وقفت فجأة وضحكت بشكل هستيري ومخيف
ثم قالت :أيعقل أن تظل عجوز مثلي مرغوبة
الطبيب:اذن ماهو عملك الان ؟
سارة: في الملهي ولكن عاملة للنظافة

بدأت أنفاسها تتسارع، ووجهها يشحب شيئا فشيئا
الطبيب: سارة اعتدلي علي المقعد ما رأيك أن نكمل في وقت لاحق
سارة : لا سوف أخبرك عنه اولا
الطبيب: جدك أليس كذلك؟
سارة: نعم
الطبيب: أين هو الآن
سارة: أصبح كهلا لا يقدر علي الحركة، يريد أن اسامحه،الأن بدأ يصلي ويذكرني بالله،لقد أخبرته انني لن اسامحه ما حييت،هو الان يحتاج للعلاج والرعاية وأنا لا اساعده، أصبحت اتلذذ وأنا أراه يتعذب

رجعت بظهري للوراء وأنا غارق في التفكير ثم قلت يا سارة هل تعرفين ان ما تفعلينه ضد الإنسانية
سارة: إنسانية؟ وأين كانت الإنسانية وهو يترك طفلة في أيادي المارة
الطبيب: اذن لابد أن نبدأ من أول يوم لك في الملهي وخطوه بخطوه
سارة: انت محق لابد أن اقص عليك ما حدث منذ أول ليلة بداخل الهاوية.

عن admin

شاهد أيضاً

جزيفازا- الحلقة الثالثة- بقلم دعاء زيان – جريدة الماس الشرق

ظلت نيرة تتملقني بنظرات حائرة، ثم ربتت علي كتفي في هدوء وقالت_ بابا إيه رأيك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You cannot copy content of this page