مشاعر..بقلم : نجلاء محجوب

لم اكن متعمدة الوقوع في تلك المشاعر ، وانما جرفني التيار ، تودد بالصداقة واطمأنيت لحديثه معي ، فهو لم يتجاوز ابدا ، وبدأ بارسال الزهور ليعبر عن اعجابه بلوحاتي فأنا فنانة تشكيلية ، ثم بدأ يتحدث حديث عادي وفي موضوعات عامة ، لكنني انجذبت إلي طريقته في الحديث ، كل موضوع يخرج منه عدة موضوعات ، فشعرت انه مثقف ، ويقرأ دائما ، في كل شئ وأي شئ ، نبضات قلبي فقط هي من كانت تبالغ وتحدث ضجيج ، لا يسمعه غيري ، بينما كنت اتحدث معه بشكل متزن ، لأنني مهما تحدثت معه انا لازلت لا اعرف من يكون ، اقصي مشاعر اخبرني بها هي حبه لى ، هو طبيب صيدلي يعمل في الخارج ، وكان يتحدث معى عبر الهاتف وهو في طريقه للمستشفي عشر دقائق فقط في ذهابه وعودته ، لان مكان عمله قريب من محل اقامته ، وافقت بصعوبة بعد اصرار شديد منه ، شعوري تجاهه كان مختلف ، كنت اشعر انه يحتويني ، ليس بكلام به تجاوز ، وانما بسؤاله عني ، اطمأنانه علي ، اهتمامه بيومي ، ومتابعة رسوماتى ، وكان يتحدث عن احلامه في ان نكون معا ، وكيف انه سيعوضني عن كل شئ قاسي رأيته في حياتي ، احلام عن سفر ، ومسكن انيق ، وغير ذلك من الاوهام ، لكنني كنت اشعر انني سأرمي حمولي عليه ، واعيش مدللة باقي حياتي ، لكنه بدأ يتغير فجأة ، لا يتابع رسوماتي ، وهذا الموضوع اثر في جدا ، لكني لم اظهر تأثري ، وكنت اتحدث بشكل عادي ، وفي اواخر حديثنا معا ، كان يغرقني في احاديث كلها مشاكل ، قد يكون متعمد ، او لا ، فأنا غير قادرة الي الان علي تحديد هو من يكون ، عن قريبته المريضة ويرسل صوتها ، وانا كنت اغار ، لأظهاره تأثر مبالغ فيه ، اخبرني انها متزوجة وعندها اولاد ، هي صديقة وقريبة وتكبره في العمر ، هذا الحديث احدث داخله تغير من ناحيتي ، وانا اشعر بشعور امرأة انه يحبها ، بدليل انه بدأ يبعد بعد هذا الحديث ، بعدها اخبرني انه لن نتحدث فون الا حسب الظروف ، لان صديقه في المسكن والعمل يركب معه السيارة لأن سيارته معطلة ، وانا اعتقد ان هذا بداية قرار بعده عني ، بدأ يقل في كلامه لانه مشغول ، ثم صمت وانقطع الحديث ، وفي اشياء ما كان عليا ان افعلها ، كان عليا ان اتركه يعود غريب كما كان ، لا ابدي تأثري بعدم رده ، لكن مشاعري اثرت عليا ، وكبريائي جعلني اعمله بلوك ، ورد عليا هو ببلوك في المقابل ،حب ما بعد الثلاثين ، هو حب عنيف في قوته ، مثل مشاعر مراهق ، فالحب فيه فياض ، وان لم يقيد ، لا محالة الخسارة تكون في جرح دائم لا يندمل ، وعن مشاعري الان لا اعرف ، أنا بين الذهاب والأياب نحوه ، فقط اطمأن من وقت لأخر من بعيد دون ان يشعر ، واراقب تفاعله لأعرف انه بخير ، منذ يوم او يومين او هكذا ، لكن الأمل مات ، تمنيت لو عدنا اصدقاء ، لكنه لا يريد ، بدليل انه لم يرد علي رسائلي ، فانا استوعبت بعد فترة انه قطع علاقته نهائي بي ، كنت اظن انه غاضب فقط من حوارنا الاخير ، وسيعود ، وكان قلبي يؤلمني في كل مرة اشتاق لحديثي معه ولا اجده ، من يحب اذا بعد حبيبه عنه يري عيوبه ومميزات حبيبه
لا تثق وتجازف بقلبك فهناك جروح غائرة لا تندمل